نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 258
ويرحم الله الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي حيث قال : تنقل أحمد نورا مبينا * تلألأ في وجوه الساجدينا تقلب فيهم قرنا فقرنا * إلى أن جاء خير المرسلينا المسلك الثالث : أن الله تعالى أحياهما له صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به . وهذا المسلك مال إليه طائفة كثيرة من الأئمة وحفاظ الحديث واستندوا إلى حديث ورد بذلك لكن إسناده ضعيف . وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات ، وليس بموضوع ، وقد نص ابن الصلاح في علوم الحديث وسائر من تبعه على أن ابن الجوزي تسامح في كتابه الموضوعات فأورد فيه أحاديث وحكم بوضعها وليست بموضوعة بل هي ضعيفة فقط ، وربما تكون حسنة أو صحيحة . قال الحافظ زين الدين العراقي رحمه الله تعالى في ألفيته : وأكثر الجامع فيه إذ خرج * لمطلق الضعف عنى أبا الفرج وقد ألف شيخ الإسلام أبو الفضل ابن حجر [1] رحمه الله تعالى رحمه الله تعالى كتابا سماه : " القول المسدد في الذب عن مسند أحمد " أورد فيه جملة من الأحاديث التي أوردها ابن الجوزي في الموضوعات وهي في مسند أحمد . ودرأ عنها أحسن الدرء ، ووهم ابن الجوزي في حكمه عليها بالوضع ، وبين أن منها ما هو ضعيف فقط من غير أن يصل إلى حد الوضع ، ومنها ما هو حسن ، ومنها ما هو صحيح ، وأبلغ من ذلك أن منها حديثا مخرجا في صحيح مسلم . حتى قال شيخ الإسلام : هذه غفلة شديدة من ابن الجوزي حيث حكم على هذا الحديث بالوضع وهو في أحد الصحيحين . انتهى . وسبقه إلى شئ من هذا التعقب شيخه حافظ عصره زين الدين العراقي ، ورأيت في فهرست مصنفات شيخ الإسلام أنه شرع في تأليف تعقبات على ابن الجوزي ، ولم أقف على هذا التأليف ، وقد تتبعت أنا منه جملة من الأحاديث ليست بموضوعة ، فمنها ما هو في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ومستدرك الحاكم وغيرها من الكتب المعتمدة وبينت حال كل حديث منها ضعفا وحسنا وصحة في تأليف حافل ، يسمى : " النكت البديعات على الموضوعات " .
[1] أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني ، أبو الفضل ، شهاب الدين بن حجر : من أئمة العلم والتاريخ . أصله من عسقلان ( بفلسطين ) ومولده ووفاته بالقاهرة . ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث ، ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ ، وعلت له شهرة فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره ، قال السخاوي : " انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك ومتبها الأكابر " وكان فصيح اللسان ، رواية للشعر ، عارفا بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين ، صبيح الوجه . وولي قضاء مصر مرات ثم اعتزل . أما تصانيفه فكثيرة جليلة ، منها " الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة " و " لسان الميزان " . توفي سنة 852 ه . انظر الأعلام 1 / 178 .
258
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 258