responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 259


وهذا الحديث الذي نحن في ذكره خالف ابن الجوزي فيه كثير من الأئمة والحفاظ فذكروا أنه من قسم الضعيف الذي يجوز روايته في الفضائل والمناقب ، لا من قسم الموضوع ، منهم الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي ، والحافظ أبو القاسم ، ابن عساكر والحافظ أبو حفص ابن شاهين ، والحافظ أبو القاسم السهيلي ، والإمام القرطبي ، والحافظ محب الدين الطبري ، والعلامة ناصر الدين بن المنير ، والحافظ فتح الدين بن سيد الناس ، ونقله عن بعض أهل العلم .
ومشى عليه الصلاح الصفدي في نظم له والحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي في أبيات له فقال :
حبا الله النبي مزيد فضل * على فضل وكان به رؤوفا فأحيا أمه وكذا أباه * لإيمان به فضلا لطيفا فسلم فالقديم بذا قدير * وإن كان الحديث به ضعيفا وأخبرني بعض الفضلاء أنه وقف على فتيا بخط شيخ الإسلام ابن حجر أنه أجاب فيها بهذا ، إلا أني لم أقف على ذلك ، وإنما وقفت على كلامه الذي قدمته في المسلك الثاني .
وقال السهيلي رحمه الله تعالى في أوائل " الروض الأنف " بعد إيراد حديث أنه صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يحيي أبويه فأحياهما له فآمنا به ثم أماتهما ما نصه : " والله قادر على كل شئ وليس تعجز رحمته وقدرته عن شئ ونبيه صلى الله عليه وسلم أهل أن يختصه بما شاء من كرامته " . وقال في موضع آخر من الكتاب في حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة : " لو كنت بلغت معهم الكدى ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك " ما نصه : " في قوله : جد أبيك ولم يقل جدك يعني أباه تقوية للحديث الضعيف الذي قدمنا ذكره : أن الله تعالى أحيا أمه وأباه وآمنا به " انتهى .
مع أن الحديث الذي أورده السهيلي لم يذكره ابن الجوزي في الموضوعات ، وإنما أورد ابن الجوزي حديثا آخر من طريق آخر في إحياء امه فقط وفيه قصة بلفظ غير لفظ الحديث الذي أورده السهيلي . فعلم أنه حديث آخر مستقل وقد جعل هؤلاء الأئمة هذا الحديث ناسخا للأحاديث الواردة لما يخالف ذلك ، ونصوا على أنه متأخر عنها فلا تعارض بينه وبينها .
وقال القرطبي رحمه الله تعالى : فضائل النبي صلى الله عليه وسلم لم تزل تتوالى وتتابع إلى آخر مماته ، فيكون هذا مما فضله الله به وأكرمه . قال : وليس إحياؤهما وإيمانهما به بممتنع عقلا ولا شرعا ، فقد ورد في القرآن إحياء قتيل بني إسرائيل وإخباره بقاتله ، وكان عيسى عليه الصلاة والسلام يحي الموتى وكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم قال : وإذا ثبت هذا فما يمتنع من إيمانهما بعد إحيائهما زيادة في كرامته صلى الله عليه وسلم وفضيلته ؟ .

259

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست