نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 257
رضي الله تعالى عنهما قال : كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين . قال : وكذلك هي في قراءة عبد الله : كان الناس أمة واحدة فاختلفوا . وفي التنزيل حكاية عن نوح صلى الله عليه وسلم : " رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا " وسام بن نوح مؤمن بنص القرآن والإجماع ، بل ورد في أثر أنه نبي رواه ابن سعد والزبير بن بكار في الموفقيات وابن عساكر عن محمد بن السائب ، وولده أرفخشذ صرح بإيمانه في أثر عن ابن عباس . رواه ابن عبد الحكم في تاريخ مصر وفيه أنه أدرك جده نوحا وأنه دعا له أن يجعل الله تعالى الملك والنبوة في ولده . وولد أرفخشذ إلى تارح ورد التصريح بإيمانهم . روى ابن سعد من طريق محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الناس ما زالوا ببابل وهم على الإسلام من عهد نوح إلى أن ملكهم نمرود فدعاهم إلى عبادة الأوثان ففعلوا . فعرف من مجموع هذه : الآثار أن أجداد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا مؤمنين بيقين من آدم إلى زمن نمرود . وفي زمنه كان إبراهيم صلى الله عليه وسلم . وآزر إن كان والد إبراهيم فيستثنى من سلسلة النسب وإن كان عمه فلا استثناء . وهذا القول ، أعني أن آزر ليس أبا إبراهيم ، ورد عن جماعة من السلف . رواه ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد ، من طرق بعضها صحيح . ورواه ابن المنذر عن ابن جريج بسند صحيح وابن أبي حاتم عن السدي بسند صحيح . وقد وجه من حيث اللغة بأن العرب تطلق لفظ الأب على العم إطلاقا شائعا وإن كان مجازا . وبسط الشيخ الكلام على ذلك ، وتركته لأنه خلاف الظاهر . وقد صحت الأحاديث في البخاري وغيره وتضافرت نصوص العلماء بأن العرب من عهد إبراهيم وهم على دينه ولم يكفر أحد منهم إلى عهد عمرو بن عامر الخزاعي ، وهو الذي يقال له عمرو بن لحي ، فهو أول من عبد الأصنام وغير دين إبراهيم وحمل العرب على ذلك فتبعته . وكان عمرو بن لحي قريبا من زمن كنانة جد النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا مزيد بيان يأتي قبيل أبواب البعثة . ثم ذكر الشيخ رحمه الله تعالى ما يشهد لإيمان عدنان ومعد وربيعة ومضر وخزيمة وأسد وإلياس وكعب بن لؤي . وسيأتي بيان ذلك في تراجمهم . ثم قال : فتلخص من مجموع ما سقناه : أن أجداده صلى الله عليه وسلم من آدم إلى كعب بن لؤي ومن ولده مرة مصرح بإيمانهم ، إلا آزر فإنه مختلف فيه . فإن والد إبراهيم فإنه مستثنى ، وإن كان عمه كما هو أحد القولين فيه فهو خارج عن الأجداد وسلمت سلسلة النسب . وبقي بين مرة وعبد المطلب أربعة أجداد لم أظفر فيهم بنقل . وعبد المطلب يأتي الكلام عليه في ترجمته إن شاء الله تعالى .
257
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 257