نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 219
ثم انصرف عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر وأمرهم بالخروج من مكة والتحرز في شعف الجبال والشعاب خوفا عليهم من معرة الجيش . ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة ومعه نفر من قريش يدعون الله تعالى ويستنصرونه على أبرهة وجنده ، فقال عبد المطلب : لا هم إن المرء يمنع * رحله فامنع حلالك لا يغلبن صليبهم * ومحالهم عدوا محالك انصر على آل الصليب * وعابديه اليوم آلك إن كنت تاركهم وكعبتنا * فأمر ما بدا لك [1] وعند البيهقي رحمه الله تعالى - : ثم إن عبد المطلب انطلق هو ومن معه من قريش إلى شغف الجبال فتحرزوا فيها ينظرون ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها . وذكر مقاتل - رحمه الله تعالى - أن عبد المطلب لم يخرج معهم بل أقام بمكة وقال : لا أبرح حتى يقضي الله تعالى قضاءه . ثم صعد هو وأبو مسعود الثقفي على مكان عال لينظر ما يفعله أبرهة . فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة وهيأ فيله وعبأ جيشه . قال ابن جرير - رحمه الله تعالى - : ويقال كان معه ثلاثة عشر فيلا هلكت كلها . ونقل الماوردي عن الأكثرين أنه لم يكن معهم إلا فيل واحد اسمه محمود . وعن الضحاك كان معه ثمانية أفيلة . وأبرهة مجمع لهدم البيت . زاد مقاتل : وجعل الفيل مقابل الكعبة ليعظم ويعبد كتعظيم الكعبة . وقال غيره : بل ليجعل السلاسل في أركان الكعبة وتوضع في عنق الفيل ثم يزجر ليلقي الحائط جملة واحدة . فلما وجهوا الفيل نحو الكعبة أقبل نفيل بن حبيب فأخذ بأذنه وقال : يا محمود أنت بحرم الله . ثم خرج نفيل يشتد حتى أصعد في الجبل فبرك الفيل فضربوه بالطبرزين ليقوم فأبى فأدخلوا محاجن لهم في مراقه فبزغوه بها ليقوم فأبى ، فوجهوه جهة اليمن فقام يهرول ،
[1] انظر الروض الأنف 1 / 70 ، ورواية البيت الثالث : وقبلتنا بدل كعبتنا وهي رواية ابن كثير أيضا . انظر البداية والنهاية 2 / 173 ، ورواية البيت الأول في البداية والنهاية فامنع رحالك .
219
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 219