نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 218
حاجته . فأذن له أبرهة . وكان عبد المطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم ، فلما رآه أبرهة أجله وأكرمه عن أن يجلسه تحته وكره أن تراه الحبشة يجلسه معه على سريره ، فجلس على بساطه وأجلس عبد المطلب معه إلى جنبه . وفي " الدر المنظم " أن عبد المطلب لما دخل على أبرهة سجد له فيل من الفيلة ، وكان لا يسجد لأبرهة كغيره من الفيلة ، فتعجب أبرهة من ذلك ودعا بالسحرة والكهان فسألهم عن ذلك فقالوا : إنه لم يسجد له وإنما سجد للنور الذي بين عينيه . انتهى . ثم قال لترجمانه : قل له ما حاجتك ؟ ففعل الترجمان ، قال : حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي . فلما قال له ذلك قال أبرهة لترجمانه : قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك ثم قد زهدت فيك حين كلمتني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك جئت لهدمه لا تكلمني فيه ؟ ! . قال عبد المطلب : أنا رب الإبل وإن للبيت ربا سيمنعه . قال : ما كان ليمتنع مني . قال : أنت وذاك . قال ابن السائب ومقاتل رحمهما الله تعالى : ثم إن عبد المطلب عرض على أبرهة أموال تهامة ويرجع عن خراب البيت ، فأبى ورد أبرهة على عبد المطلب الإبل التي أصاب فقلدها وأشعرها وجللها وجعلها هديا للبيت وبثها في الحرم ، فعمد القوم إليها فحملوا عليها وعقروا بعضها ، فدعا عليهم عبد المطلب . قال مقاتل : فقال عبد المطلب : لا هم أخز الأسود بن مقصود * الآخذ الهجمة بعد التقليد فتلها إلى طماطم سود * بين ثبير وحرا والبيد والمروتين والمساعي السود * يهدم البيت الحرام المقصود قد أجمعوا أن لا يكون لك عيد * أخفرهم ربي وأنت المحمود [1] وذكر ابن إسحاق - رحمه الله تعالى - نحوها لعكرمة بن عامر وهو من مسلمة الفتح . فالله تعالى أعلم .
[1] انظر الروض الأنف 1 / 70 ، ورواية الأبيات هناك هكذا : لا هم أخز الأسود بن مقصود * الآخذ الهجمة فيها التقليد بين حراء وثبير فالبيد * يحبسها وهي أولات التطريد فضمها إلى طماطم سود * أخفره يا رب وأنت محمود
218
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 218