responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 220


ووجهوه نحو الشام ففعل مثل ذلك ، ووجهوه نحو المشرق ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى جهة مكة فبرك وألقى جرانه إلى الأرض وجعل يعج عجا .
وفي رواية يونس بن بكير [1] عن ابن إسحاق أن الفيل لما ربض جعلوا يقسمون له بالله أنهم رادوه إلى اليمن فيحرك لهم أذنيه - كأنه يأخذ عليهم بذلك عهدا - فإذا أقسموا عليه قام يهرول فيردوه إلى مكة فيربض ، فيحلفون له فيحرك أذنيه كالمؤكد عليهم القسم ، ففعلوا ذلك مرارا .
وفي معاني القرآن للزجاج أن دوابهم لم تسر نحو البيت ، فإذا عطفوها راجعين سارت ، فوعظهم الله تعالى بأبلغ موعظة .
فأقوموا على قصد أن يخربوا البيت فلم يزالوا يعالجون الفيل حتى غشيهم الليل .
وفي رواية يونس عن ابن إسحاق أنهم استشعروا العذاب في تلك الليلة ، لأنهم نظروا إلى النجوم كالحة إليهم تكاد تكلمهم من اقترابها منهم ، فلما كان السحر أرسل الله الطير الأبابيل من البحر أمثال الخطاطيف مع كل طير منها ثلاثة أحجار يحملها ، حجر في منقاره وحجران في رجليه أمثال العدس والحمص ، ثم جاءت حتى صفت على رؤوسهم ، فلما رأوها أشفقوا منها وسقط في أيديهم ، فصاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها ، فما من حجر وقع على جنب رجل إلا خرج من الجنب الآخر ، وإن وقع على رأسه خرج من دبره ولا تصيب شيئا إلا هشمته وإلا سقط ذلك الموضع . فكان أول ما رئي الجدري والحصبة ، وبعث الله تعالى ريحا شديدة فضربت بأرجلها فزادتها قوة .
وروى أبو نعيم عن عطاء بن يسار رحمه الله تعالى قال : حدثني من كلم قائد الفيل وسائسه قال : إنهما أخبراني خبر الفيل قالا : أقبلنا ومعنا فيل الملك الأكبر لم يسر به قط إلى جمع إلا هزمهم ، فلما دنونا من الحرم جعلنا كلما نوجهه إلى الحرم يربض ، فتارة نضربه فيهبط وتارة نضربه حتى نمل ثم نتركه . فلما بلغ المغمس ربض فلم يقم فطلع العذاب ، فقلت : نجا غيركما ؟ نعم ليس كلهم أصابهم العذاب .
وولى أبرهة ومن تبعه يريد بلاده ، فكلما دخل أرضا وقع منه عضو حتى انتهى إلى بلاد خثعم وليس عليه غير رأسه فمات . وأفلت وزيره وطائره يتبعه حتى وصل إلى النجاشي فأخبره بما جرى للقوم ، فلما فرغ رماه الطير بحجره فمات بين يدي الملك .
وروى سعيد بن منصور عن عكرمة رحمه الله تعالى أن رؤوس هذه الطيور مثل رؤوس



[1] يونس بن بكير بن واصل الشيباني ، أبو بكر الجمال الكوفي ، يخطئ ، من التاسعة ، مات سنة تسع وتسعين . التقريب 2 / 384 .

220

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست