نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 189
جميعكم . ففعلوا . ثقال : والله إن إلقاءنا للموت بأيدينا لا نضرب في الأرض ونبتغي لعل الله تعالى يسقينا لعجز . فقال لأصحابه : ارتحلوا . فارتحلوا وارتحل ، فلما جلس على ناقته فانبعثت به انفجرت عين من تحت خفها بماء عذب ، فكبر عبد المطلب ، وكبر أصحابه ثم نزل فشرب وشرب أصحابه واستقوا وأسقوا ، ثم دعا القبائل من قريش فقال : هلموا إلى الماء فقد سقانا الله تعالى . فجاؤوا واستقوا وأسقوا ، قالوا : عبد المطلب قد والله قضي لك علينا ، لا نخاصمك في زمزم أبدا إن الذي أسقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو سقاك زمزم ، فارجع إلى سقايتك راشدا . ولم يصلوا إلى الكاهنة وخلوا بينه وبينها . فلما رجع عبد المطلب أكمل حفر زمزم وجعل عليها حوضا يملأه ويشرب الحاج منه ، فيكسره أناس من حسدة قريش بالليل فيصلحه عبد المطلب ، فلما أكثروا إفساده دعا عبد المطلب ربه ، فأري في المنام فقيل له : قل : اللهم إني لا أحلها لمغتسل ، ولكن هي لشارب حل وبل . ثم كفيتهم . فقام عبد المطلب فنادى بالذي أري ، ثم انصرف فلم يكن يفسد حوضه عليه أحد إلا رمي في جسده بداء حتى تركوا حوضه وسقايته . وذكر ابن إسحاق - رحمه الله تعالى - أن عبد المطلب وجد في زمزم غزالين من ذهب وهما الغزالان اللذان دفنتهما جرهم حين خرجت ، ووجد فيها أسيافا قلعية وأدرعا . فقالت له قريش : يا عبد المطلب لنا معك في هذا شرك وحق . قال : لا ، ولكن هلموا إلى أمر نصف بيني وبينكم ، نضرب عليها بالقداح . قالوا : وكيف نصنع ؟ قال : إجعل للكعبة قدحين ، ولي قدحين ، ولكم قدحين ، فمن خرج قدحاه على شئ كان له ، ومن تخلف قدحاه فلا شئ له . قالوا : أنصفت . فجعل قدحين أصفرين للكعبة وقدحين أسودين لعبد المطلب وقدحين أبيضين لقريش . ثم أعطوا صاحب القداح الذي يضرب بها عند هبل ، وهبل صنم في جوف الكعبة ، وقام عبد المطلب يدعو وصاحب القداح يضرب القداح ، فخرج الأصفران على الغزالين ، وخرج الأسودان على الأسياف والأدرع ، وتخلف قدحا قريش . فضرب عبد المطلب الأسياف بابا للكعبة وضرب في الباب الغزالين من ذهب ، فكان أول ذهب حليته الكعبة . قال ابن إسحاق - رحمه الله تعالى - : فلما حفر عبد المطلب زمزم ودله الله تعالى عليها وخصه الله بها زاده الله بها شرفا وخطرا في قومه ، وعطلت كل سقاية كانت بمكة حين ظهرت وأقبل الناس عليها التماس بركتها ومعرفة فضلها ، لمكانها من البيت وأنها سقاية الله عز وجل لإسماعيل صلى الله عليه وسلم . فوائد الأولى : قال السهيلي - رحمه الله تعالى : الأسياف والغزلان ، كان ساسان ملك الفرس
189
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 189