نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 158
وروي أيضا عنه قال : والله ما بناه بقصة ولا مدر ، ولا كان لهما من السعة والأعوان ما يسقفانه . وروي أيضا عن علي - رضي الله تعالى عنه - قال : كان إبراهيم يبني كل يوم ساقا . القصة بالفتح : الجير . الساق : العرق من الحائط . وروى ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه - والبيهقي عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال : لما فرغ إبراهيم صلى الله عليه وسلم من بناء البيت قال : يا رب ، قد فرغت . قال : أذن في الناس بالحج . قال : يا رب ، وما يبلغ صوتي ؟ قال : أذن وعلي البلاغ . قال : يا رب كيف أقول ؟ قال : قل : يا أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق . فسمعه من في السماء ومن في الأرض ، ألا ترى أنهم يأتون من أقصى الأرض يلبون ؟ وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال : لما أمر الله - سبحانه وتعالى - إبراهيم أن يؤذن بالحج صعد أبا قبيس فوضع إصبعيه في أذنيه ، ثم نادى : يا أيها الناس ، إن الله كتب عليكم الحج ، فأجيبوا ربكم . فأجابوه بالتلبية في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، وأول من أجاب أهل اليمن ، فما من حاج يحج من يومئذ إلى أن تقوم الساعة إلا من كان أجاب يومئذ إبراهيم . إبراهيم يتعلم مناسك الحج قال أبو جهم : فلما فرغ إبراهيم من الأذان ذهب به جبريل فأراه الصفا والمروة ، وأقامه على حدود الحرم ، وأمره أن ينصب عليه الحجارة ، ففعل ذلك إبراهيم وكان أول من أقام أنصاب الحرم ويريه إياها جبريل . فلما كان اليوم السابع من ذي الحجة خطب إبراهيم صلى الله عليه وسلم بمكة حين زاغت الشمس قائما وإسماعيل جالس ، ثم خرجا من الغد يمشيان على أقدامهما يلبيان محرمين مع كل واحد منهما إداوة يحملها وعصا يتوكأ عليها ، فسمى ذلك اليوم يوم التروية . وأتيا منى فصليا بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح ، وكانا نزلا من الجانب الأيمن ثم أقاما حتى طلعت الشمس على ثبير ، ثم خرج إبراهيم يمشي هو وإسماعيل حتى أتيا عرفة وجبريل معهما ، يريهما الأعلام حتى نزلا بنمرة ، وجعل يريه أعلام عرفات ، وكان إبراهيم قد عرفها قبل ذلك ، فقال إبراهيم : عرفت . فسميت عرفات . فلما زاغت الشمس خرج بهما جبريل حتى انتهى بهما إلى موضع المسجد اليوم ، فقام إبراهيم فتكلم بكلمات وإسماعيل جالس ، ثم جمع بين الظهر والعصر ثم ارتفع بهما جبريل إلى
158
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 158