نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 156
بيضاء سوداء الرأس والذنب ، فحرست البيت خمسمائة عام لا يقربه أحد إلا أهلكته ، فلم تزل كذلك حتى بنته قريش . وروى الأزرقي عن عثمان بن ساج [1] - رحمه الله تعالى - قال : بلغنا - والله تعالى أعلم - أن خليل الله - سبحانه وتعالى - عرج به إلى السماء فنظر إلى الأرض : مشارقها ومغاربها ، فاختار موضع الكعبة ، فقالت له الملائكة : يا خليل الله اخترت حرم الله في الأرض فبناه من سبعة أجبل ، ويقولون خمسة ، فكانت الملائكة تأتي بالحجارة إلى إبراهيم من تلك الجبال . وروى الأزرقي عن علي - رضي الله تعالى عنه - وعن مجاهد ، وعن بشر بن عاصم [2] متفرقين ، أن إبراهيم - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - أقبل من إرمينية - وقال مجاهد : من الشام . ومعه السكينة والملك والصرد ليلا ، يتبوأ البيت كما تتبوأ العنكبوت بيتها ، فحفر فأبرز عن أسها أمثال خلفة الإبل لا يحرك الصخرة إلا ثلاثون رجلا ثم قال الله تعالى : " قم فابن لي بيتا " قال : يا رب وأين أبني ؟ فبعث الله - سبحانه وتعالى سحابة فيها رأس تكلم إبراهيم ، فقالت : يا إبراهيم إن ربك يأمرك أن تخط قدر هذه السحابة ، فجعل ينظر إليها ويأخذ قدرها ، فقال له الرأس : قد فعلت . وفي لفظ : فقالت السكينة : يا إبراهيم ربضت على البيت ؟ قال : نعم . فارتفعت السحابة ، فأبرز عن أس ثابت في الأرض ، فبناه إبراهيم ، فلذلك لا يطوف بالبيت ملك من جبابرة الملوك ولا أعرابي جلف إلا وعليه السكينة والوقار . وروى الأزرقي عن قتادة رحمه الله تعالى قال : ذكر لنا أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم بنى البيت من خمسة أجبل : من طور سيناء ، وطور زيتا ، ولبنان ، والجودي ، وحراء . قال السهيلي رحمه الله تعالى : انتبه لحكمة الله تعالى كيف بناها من خمسة أجبل ، فشاكل ذلك معناها ، إذ هي قبلة الصلوات الخمس عمود الإسلام الذي بني على خمس ، وكيف دلت عليه السكينة إذ هي قبلة الصلوات الخمس والسكينة من شأن الصلاة . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " وائتوها وعليكم السكينة " [3] . وروى الأزرقي عن ابن إسحاق أن الخليل صلى الله عليه وسلم لما بنى البيت ، جعل طوله في السماء
[1] عثمان بن عمرو بن ساج الأموي مولاهم . عن الزهري مرسلا . وعن سهيل بن أبي صالح . وعنه سعيد بن سالم القداح . قال أبو حاتم : يكتب حديثه ، ولا يحتج به . قال ابن حبان . ثقة . الخلاصة 2 / 219 . [2] بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي . عن أبيه وابن المسيب . وعنه ابن جريح ونافع بن عمر . وثقه ابن معين . توفي بعد الزهري . [3] أخرجه البخاري 2 / 390 كتاب الجمعة ( 908 ) ، ومسلم 1 / 420 - 421 كتاب المساجد ومواضع الصلاة ( 151 / 602 ) .
156
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 156