نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 107
فقال : أي بني ، والله ما أعلم أحدا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بعمورية من أرض الروم ائته فإنك ستجده على مثل ما كنا عليه . فلما مات وواريته خرجت حتى قدمت على صاحب عمورية ، فوجدته على مثل حالهم فأقمت عنده واكتسبت حتى كانت لي غنيمة وبقرات ، ثم حضرته الوفاة ، فقلت : يا فلان إن فلانا أوصى بي إلى فلان ، وفلان أوصى بي إلى فلان ، وفلان إلى فلان ، وفلان إليك وقد حضرك ما ترى من أمر الله تعالى ، فإلى من توصيني ؟ فقال : أي بني والله ما أعلم بقي أحد على مثل ما كنا عليه أمرك أن تأتيه ، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم ، مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل ، وإن فيه علامات لا تخفى : بين كتفيه خاتم النبوة ، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، فإن استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل ، فإنه قد أظلك زمانه . فلما واريناه أقمت حتى مرت رجال من تجار العرب من كلب ، فقلت لهم : احملوني معكم حتى تقدموا بي أرض العرب فأعطيكم غنيمتي هذه وبقراتي ؟ قالوا : نعم . فأعطيتهم إياها فحملوني حتى إذا جاؤوا بي وادي القرى ظلموني فباعوني عبدا من يهودي بوادي القرى . فوالله لقد رأيت النخل وطمعت أن تكون البلد الذي نعت لي صاحبي ، وما خفيت عني ، حتى قدم رجل من بني قريظة من يهود بوادي القرى فابتاعني من صاحبي الذي كنت عنده ، فخرج بي حتى قدم بي المدينة . وفي لفظ : فاشترتني امرأة من الأنصار فجعلتني في حائط لها . وفي رواية : اسمها خليسة بنت فلان حليف بني النجار . فوالله ما هو إلا أن رأيتها عرفتها ، فعرفت نعته فأقمت في رقي مع صاحبي في نخلة . وفي رواية أنه مكث كذلك ستة عشر شهرا . قال : فوالله إني لفيها إذ جاء ابن عم له فقال : يا فلان ، قاتل الله بني قيلة ، فوالله إنهم الآن لفي قباء يجتمعون على رجل جاءهم من مكة يزعمون أنه نبي . فوالله ما هو إلا أن سمعتها فأخذتني العرواء يعني الرعدة حتى ظننت لأسقطن على صاحبي ونزلت أقول : ما هذا الخبر ؟ ما هو ؟ فرفع مولاي يده فلكمني لكمة شديدة وقال : ما لك ولهذا ؟ أقبل على عملك . فقلت : لا شي إلا أنني سمعت خبرا فأحببت أن أعلمه . فخرجت وسألت فلقيت امرأة من أهل بلادي فسألتها ، فإذا أهل بيتها قد أسلموا ، فدلتني على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمسيت وكان عندي شئ من طعام فحملته وذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء فقلت : بلغني أنك رجل صالح ، وأن معك أصحابا غرباء ، وقد كان عندي شئ من الصدقة ، فرأيتكم أحق من هذه البلاد فها هو ذا فكل . فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وقال : لأصحابه كلوا ولم يأكل . فقلت في نفسي : هذه خلة مما وصف لي صاحبي .
107
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 107