responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 106


وخرجت معه حتى انتهيت إلى بيت المقدس فدخل فجعل يصلي ، وكا فيما يقول لي : يا سلمان إن الله سوف يبعث رسولا اسمه أحمد يخرج بتهامة ، وإنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، بين كتفيه خاتم النبوة وهذا زمانه الذي يخرج فيه قد تقارب ، فأما أنا فإني شيخ كبير ولا أحسبني أدركه ، فإذا أدركته أنت فصدقه واتبعه . قلت وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه ؟
قال : نعم .
ثم خرج من بيت المقدس ، وعلى بابه مقعد ، فقال : ناولني يدك . فناوله ، فقال : قم باسم الله . فقام كأنما نشط من عقال فخلى عن يده ، فانطلق ذاهبا وكان لا يلوي على أحد . فقال المقعد : يا غلام احمل علي ثيابي حتى أنطلق . فحملت عليه ثيابه وانطلق الراهب . فكلما سألت عنه قالوا : أمامك فسرت حتى قدمت الشام ، فقلت : من أفضل هذا الدين ؟ فقيل الأسقف صاحب الكنيسة ، فجئته فقلت له : إني أحببت أن أكون معك في كنيستك وأعبد الله فيها معك وأتعلم منك الخير . قال : فكن معي ، فكنت معه ، وكان رجل سوء ، كان يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها حتى إذا جمعوها إليه لم يعطها للمساكين ، فأبغضته بغضا شديدا لما رأيت من حاله ، فلم ينشب أن مات ، فلما جاؤوا ليدفنوه قلت لهم : إن هذا رجل سوء كان يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها حتى إذا جمعتموها إليه اكتنزها ولم يعطها للمساكين ، فقالوا : وما علامة ذلك ؟ قلت : أنا أخرج لكم كنزه . فقالوا : هاته . فأخرجت لهم سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا ، فلما رأوا ذلك رجموه بالحجارة وقالوا : لا ندفنه أبدا فصلبوه على خشبة ورموه بالحجارة . وجاؤوا برجل آخر فجعلوه مكانه ، فلا والله ما رأيت رجلا قط يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه وأشد اجتهادا ولا زهادة في الدنيا ، ولا أدأب ليلا أو نهارا منه وما أعلمني أحببت شيئا قط حبه ، فلم أزل معه حتى حضرته الوفاة فقلت له يا فلان قد حضرك ما ترى ، وإني والله ما أحببت شيئا قط حبك فماذا تأمرني وإلى من توصيني ؟ فقال لي : أي بني والله ما أعلمه إلا رجلا بالموصل فائته فإنك ستجده على مثل حالي .
فلما مات لحقت بالموصل فأتيت صاحبه فوجدته على مثل حاله من الاجتهاد والزهادة في الدنيا ، فقلت له : إن فلانا أوصى بي إليك أن آتيك وأكون معك . فقال : فأقم عندي . فأقمت عنده على مثل أمر صاحبه ، حتى حضرته الوفاة فقلت : إن فلانا أوصى بي إليك وقد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من توصيني ؟ قال : والله ما أعلمه أي بني إلا رجلا بنصيبين ، وهو على مثل ما نحن عليه فالحق به . فلما دفناه لحقت بالآخر فقلت له : يا فلان إن فلانا أوصى بي إلى فلان وفلانا أوصى بي إليك . قال : فأقم عندي فأقمت عنده على مثل حالهم حتى حضرته الوفاة فقلت له : يا فلان إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى ، وقد كان فلان أوصى بي إلى فلان وأوصى بي فلان إلى فلان ، وأوصى بي فلان إليك ، فإلى من توصيني ؟

106

نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست