نام کتاب : زوجات النبي ( ص ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 24
وتزوج بحفصة بنت عمر . وقد مات زوجها بعد الهجرة مقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بدر . وتزوج عائشة بنت أبي بكر وهي بكر . لقد قالوا : إن تعدد الزوجات لا يخلو من الانقياد لداعي الشهوة . فأين هذا الانقياد وهذا الداعي ؟ لقد تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أول ما تزوج بخديجة وعاش معها مقتصرا " عليها نيفا " وعشرين سنة وهذه المدة هي ثلثا عمره الشريف بعد الازدواج ، ومن هذه المدة ثلاث عشرة سنة بعد نبوته قبل الهجرة من مكة ، ثم هاجر إلى المدينة وشرع في نشر الدعوة وإعلاء كلمة الدين . وتزوج بعدها من النساء منهن البكر ومنهن الثيب ومنهن الشابة ومنهن العجوز والمكتهلة ، وكان ذلك ما يقرب من عشرة سنين ، ثم حرم عليه النساء بعد ذلك إلا من هي في حبالة نكاحه ، ومن المعلوم أن هذه الفعال على هذه الخصوصيات ، لا يقبل التوجيه بمجرد حب النساء والولوع بهن . والوله بالقرب منهن . فأول هذه السيرة وآخرها يناقضان ذلك [1] . ووفقا " لما نشاهده من العادة الجارية بين الناس . إن الرجل المتولع بالنساء المغرم بحبهن والخلاء بهن والصبوة إليهن . هذا الرجل تراه مجذوب إلى الزينة عشيق للجمال . حنين إلى الشباب ونضارة السن وطراوة الخلقة . فإذا نظرنا إلى هذه الخواص التي تتوفر في الرجل المتولع بالنساء . نجد أنها لا تنطبق على سيرة النبي الأعظم صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وآله وسلم ، فإنه بني بالثيب بعد البكر . وبالعجوز بعد الفتاة الشابة . فقد بنى بسودة بنت زمعة وهي مسنة . وبنى بزينب بنت جحش وسنها يومئذ يقرب على الخمسين بعدما تزوج بمثل عائشة وأم حبيبة . وهكذا .