responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 60


ويتابع ابن أبي طالب حلقات هذا المسلك المتماسك في دعوته إلى أن يلتف الناس جميعا ، ثم الناس وسائر الكائنات ، بدف ء الحنان ، فيقول في العلم - وقد عرفنا قيمة العلم في مذهبه - : ( رأس العلم الرفق ) . وهو لا يرى في كثرة الذنوب ما يهول أكثر من أنها مدعاة إلى القسوة بحكم تعودها ، ومن ثم فهي سبب في نفور بارد يحل في القلوب محل حنان دافئ فيقول : ( ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب ! ) وإذا لم تكن من أهل الذنوب فأنت من أهل الحنان ومن حقك أن تبذل - بهذا الحنان - كل ما تملك لنصرة أخيك الإنسان : ( فإن كنت من أخيك على ثقة فابذل له مالك ويدك ، وأعنه ، وأظهر له الحسن ) .
وأخيرا يطلق علي مجموعة من الأقوال تدور في مدار الدعوة إلى تفاني الناس في الناس عطفا وحنانا . وهي تعتبر بحق من أسمى ما يملكه الإنسان من تراث خلقي عظيم . ومنها هذه الروائع : ( صل من قطعك وأعط من حرمك . أحسن إلى جميع الناس كما تحب أن يحسن إليك أحسن إلى من أساء إليك . عودوا بالفضل على من حرمك الخ . . ) وإنجازا لهذه الدعوة الكريمة يشرك ابن أبي طالب البهائم والبقاع والناس في حق لها مشترك في الحنان فيقول : ( اتقوا الله في عباده وبلاده فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم ! ) وهكذا ، فإن عطف الإنسان على الإنسان وسائر الكائنات إنما هو حجة الحياة على الموت ، بل هو إرادة من إرادة الوجود العادل !

60

نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست