نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 163
فإذا اختار فلا تعرضن لما اختاره . فلا تزال كذلك حتى يبقى ما فيه وفاء لحق الله في ماله ، فاقبض حق الله منه . فإن استقالك فأقله ( 1 ) ثم اخلطهما ، ثم اصنع مثل الذي صنعت أولا حتى تأخذ حق الله في ماله . السفهاء والتجار من كتاب بعث به الإمام إلى أهل مصر مع مالك الأشتر لما ولاه إمارتها : إني والله لو لقيتهم واحدا وهم طلاع الأرض كلها ( 2 ) ما باليت ولا استوحشت . وإني من ضلالهم الذي هم فيه والهدى الذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسي ويقين من ربي ، ولكني آسى ( 3 ) أن يلي أمر هذه الأمة سفهاؤها وفجارها فيتخذوا مال الله دولا وعباده خولا ( 4 ) والصالحين حربا والفاسقين حزبا ، فلولا ذلك ما أكثرت تأليبكم وتأنيبكم ، وجمعكم وتحريضكم !
1 - أي : فإن ظن في نفسه سوء الاختيار وأن ما أخذت منه من الزكاة أكرم مما في يده ، وطلب الإعفاء من هذه القسمة ، فاعفه منها . واخلط ، وأعد القسمة . 2 - الطلاع : ملء الشئ يقول : لو كنت واحدا وهم يملأون الأرض للقيتهم غير مبال بهم . والضمير يعود هنا على خصومه ومحاربيه من وجهاء ذلك الزمان 3 - آسى ، أحزن . 4 - دولا ، جمع دولة ( بالضم ) : أي شيئا يتداولونه بينهم ويتصرفون به في غير حق الله . الخول : العبيد .
163
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 163