نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 164
المرتشي في الحكم ومن كلام له : أيتها النفوس المختلفة والقلوب المتشتتة ، الشاهدة أبدانهم والغائبة عنهم عقولهم ! أظأركم على الحق ( 1 ) وأنتم تنفرون عنه نفور المعزى من وعوعة الأسد ! هيهات أن أطلع بكم سرار العدل ( 2 ) أو أقيم اعوجاج الحق اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان ولا التماس شئ من فضول الحطام ، ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك . وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي البخيل فتكون في أموالهم نهمته ولا الجاهل فيضلهم بجهله ، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه ، ولا الحائف للدول ( 3 ) فيتخذ قوما دون قوم ، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق . ( * )
1 - أظأركم : أعطفكم . 2 - سرار ، في الأصل : آخر ليلة من الشهر ، والمراد هنا : الظلمة . أي : أن أطلع بكم شارفا يكشف عما عرض على العدل من الظلمة . 3 - الحائف : الجائر الظالم والدول ، جمع دولة - بالضم - وهي المال . وقد سمي المال ( دولة ) لأنه يتداول ، أي ينتقل من يد ليد .
164
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 164