نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 162
حدود الضريبة من وصية كان الإمام يكتبها لمن يستعمله على الصدقات ، وهي تزخر بحنان الحاكم - الأب - على أبنائه ، وتصلح لأن تدخل في دستور الدولة المثالية التي يحلم بها صفوة الخلق إذا قدمت على الحي فانزل بمائهم من غير أن تخالط أبياتهم ، ثم امض إليهم بالسكينة والوقار حتى تقوم بينهم فتسلم عليهم ، ولا تخدج بالتحية لهم ( 1 ) ، ثم تقول : عباد الله ، أرسلني إليكم ولي الله وخليفته لآخذ منكم حق الله في أموالكم ، فهل لله في أموالكم من حق فتؤدوه إلى وليه ؟ فإن قال قائل : لا ! فلا تراجعه . وإن أنعم لك منعم ( 2 ) فانطلق معه من غير أن تخيفه وتوعده أو تعسفه أو ترهقه ( 3 ) ! فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضة . فإن كان له ماشية أو إبل فلا تدخلها إلا بإذنه . فإذا أتيتها فلا تدخل عليها دخول متسلط عليه ولا عنيف به ، ولا تنفرن بهيمة ولا تفزعنها ولا تسوءن صاحبها فيها . واصدع المال صدعين ( 4 ) ثم خيره :
1 - أخدجت السحابة : قل مطرها . 2 - أنعام لك منعم ، أي : قال لك : نعم . 3 - تعسفه : تأخذه بشدة . ترهقه : تكلفه ما يصعب عليه 4 - أي : اقسمه قسمين .
162
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 162