responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 161


وإياك والاستئثار بما الناس فيه أسوة ( 1 ) ، والتغابي عما تعنى به مما قد وضح للعيون ، فإنه مأخوذ منك لغيرك ، وعما قليل تنكشف عنك أغطية الأمور وينتصف منك للمظلوم . إملك حمية أنفك ( 2 ) وسورة حدك وسطوة يدك وغرب لسانك ( 3 ) واحترس من كل ذلك بكف البادرة ( 4 ) وتأخير السطوة حتى يسكن غضبك فتملك الاختيار .
والواجب عليك أن تتذكر ما مضى لمن تقدمك من حكومة عادلة أو سنة فاضلة ، وتجتهد لنفسك في اتباع ما عهدت إليك في عهدي هذا ، واستوثقت به من الحجة لنفسي عليك ، لكي لا تكون لك علة عند تسرع نفسك إلى هواها . وأنا أسأل الله أن يوفقني وإياك لما فيه رضاه من الإقامة على العذر الواضح إليه وإلى خلقه ( 5 ) .


1 - احذر أن تخص نفسك بشئ تزيد به عن الناس ، وهو مما تجب فيه المساواة من الحقوق العامة . 2 - أي : أملك نفسك عند الغضب . 3 - السورة : الحدة : والحد : البأس . والغرب : الحد ، تشبيها للسان بحد السيف ونحوه . 4 - البادرة : ما يبدر من اللسان عند الغضب ، وإطلاق اللسان يزيد الغضب اتقادا . والسكون يطفئ من لهبه . 5 - يريد من العذر الواضح : العدل ، فإنه عذر لك عند من قضيت عليه ، وعذر عند الله في من أجريت عليه عقوبة أو حرمته من منفعة .

161

نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست