نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 159
غيرهم فيكون مهنأ ذلك ( 1 ) لهم دونك ، وعيبه عليك في الدنيا والآخرة . وألزم الحق من لزمه من القريب والبعيد ، وكن في ذلك صابرا محتسبا ، واقعا ذلك من قرابتك وخاصتك حيث وقع ، وابتغ عاقبته بما يثقل عليك منه ، فإن مغبة ذلك محمودة ( 2 ) . وإن ظنت الرعية بك حيفا فأصحر ( 3 ) لهم بعذرك ، واعدل عنك ظنونهم بإصحارك فإن في ذلك رياضة منك لنفسك ( 4 ) ورفقا برعيتك وإعذارا ( 5 ) تبلغ به حاجتك من تقويمهم على الحق . ولا تدفعن صلحا دعاك إليه عدوك ولله فيه رضا . فأن في الصلح دعة لجنودك وراحة من همومك وأمنا لبلادك . وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة أو ألبسته منك ذمة فحط عهدك بالوفاء وارع ذمتك بالأمانة واجعل نفسك جنة دون ما أعطيت ( 6 ) ولا تغدرن بذمتك ولا تخيسن بعهدك ،
1 - المهنأ : المنفعة الهنيئة . 2 - المغبة : العاقبة ، يقول : إن إلزام الحق لمن لزمهم ، وإن ثقل على الوالي وعليهم محمود العاقبة يحفظ الدولة . 3 - الحيف : الظلم . أصحر بهم : أبرز لهم . 4 - رياضة منك لنفسك : تعويدا لنفسك على العدل . 5 - الإعذار : تقديم العذر أو إبداؤه . 6 - أصل معنى الذمة : وجدان مودع في جبلة الإنسان ينبهه لرعاية حق ذوي الحقوق ويدفعه لأداء ما يجب عليه منها ، ثم أطلقت على معنى العهد . الجنة : الوقاية . يقول : حافظ بروحك على ما أعطيت من العهد .
159
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 159