responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 158


ولا تطولن احتجابك عن رعيتك ، فإن احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضيق وقلة علم بالأمور . والاحتجاب منهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه فيصغر عندهم الكبير ويعظم الصغير ، ويقبح الحسن ويحسن القبيح ، ويشاب الحق بالباطل . وإنما الوالي بشر لا يعرف ما توارى عنه الناس به من الأمور ، وليست على الحق سمات ( 1 ) تعرف بها ضروب الصدق من الكذب ، وإنما أنت أحد رجلين : إما امرؤ سخت نفسه بالبذل في الحق ففيم احتجابك ( 29 من واجب حق تعطيه أو فعل كريم تسديه ؟ أو مبتلى بالمنع فما أسرع كف الناس عن مسألتك إذا أيسوا من بذلك ( 3 ) ، مع أن أكثر حاجات الناس إليك مما لا مؤونة فيه عليك من شكاة مظلمة أو طلب إنصاف في معاملة .
ثم إن للوالي خاصة وبطانة فيهم استئثار وتطاول ، وقلة إنصاف في معاملة ، فاحسم مادة أولئك بقطع أسباب تلك الأحوال ( 49 ولا تقطعن لأحد من حاشيتك وحامتك قطيعة ( 5 ) ولا يطمعن منك في اعتقاد عقدة تضر بمن يليها من الناس في شرب أو عمل مشترك يحملون مؤونته على


1 - سمات : علامات . 2 - لأي سبب تحتجب عن الناس في أداء حقهم ، أو في عمل تمنحهم إياه ؟ 3 - يقول : وإن قنط الناس من قضاء مطالبهم منك أسرعوا إلى البعد عنك ، فلا حاجة للاحتجاب . 4 - احسم : اقطع . يقول : اقطع مادة شرورهم عن الناس بقطع أسباب تعديهم ، وإنما يكون ذلك بالأخذ على أيديهم ومنعهم من التصرف في شؤون العامة . 5 - الاقطاع : المنحة من الأرض . القطيعة : الممنوح منها . الحامة ، كالطامة : الخاصة والقرابة . الاعتقاد : الامتلاك . العقدة : الضيعة .

158

نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست