responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 155


إعواز أهلها ، وإنما يعوز أهلها لإشراف أنفس الولاة على الجمع وسوء ظنهم بالبقاء وقلة انتفاعهم بالعبر .
ثم انظر في حال كتابك فول على أمورك خيرهم ، ممن لا يجهل مبلغ قدر نفسه في الأمور ، فإن الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر غيره أجهل ثم لا يكن اختيارك إياهم على فراستك واستنامتك ( 2 ) وحسن الظن منك ، فإن الرجال يتعرفون لفراسات الولاة بتصنعهم وحسن خدمتهم ( 3 ) ، وليس وراء ذلك من النصيحة والأمانة شئ . مهما كان في كتابك من عيب فتغابيت عنه ألزمته ( 49 .
ثم استوص بالتجار وذوي الصناعات وأوص بهم خيرا : المقيم منهم والمضطرب بماله ( 5 ) ، فإنهم مواد المنافع وأسباب المرافق ، وتفقد أمورهم بحضرتك وفي حواشي بلادك . واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقا فاحشا وشحا قبيحا واحتكارا للمنافع وتحكما في البياعات ، وذلك باب مضرة للعامة وعيب على الولاة ، فامنع من الاحتكار فإن رسول الله صلى


1 - إشراف أنفس الولاة على الجمع : تطلعهم إلى جمع المال وادخاره لأنفسهم طمعا وجشعا . 2 - الفراسة : قوة الظن وإدراك الباطن من النظر في الظاهر . الاستنامة : الاطمئنان إلى حسن الرأي . أي : لا يكن اختيارك للكتاب متأثرا بميلك الخاص وفراستك التي قد تخطئ . 3 - أي يخدمون الولاء بما يطيب لهم توسلا إلى حسن ظن هؤلاء بهم 4 - إذا تغابيت عن عيب في كتابك كان ذلك العيب لاصقا بك . 5 - المتردد بأمواله بين البلدان .

155

نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست