نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 153
غيره ( 1 ) ، ولا يدعونك شرف امرئ إلى أن تعظم من بلائه ما كان صغيرا ولا ضعة امرئ إلى أن تستصغر من بلائه ما كان عظيما . ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك ( 2 ) ممن لا تضيق به الأمور ولا تمحكه الخصوم ( 3 ) ولا يتمادى في الزلة ، ولا تشرف نفسه على طمع ، ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه ( 4 ) وأوقفهم في الشبهات ( 5 ) وآخذهم بالحجج ، وأقلهم تبرما بمراجعة الخصم ، وأصبرهم على تكشف الأمور ، وأصرمهم عند اتضاع الحق ، ممن لا يزدهيه إطراء ، ولا يستميله إغراء ، وأولئك قليل . ثم أكثر تعاهد قضائه ( 6 ) وأفسح له في البذل ما يزيل علته وتقل معه حاجته إلى الناس وأعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصتك ليأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك . ثم انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختبارا ، ولا تولهم محاباة
1 - لا تنسبن صنيع امرئ إلى غيره . 2 - انتقال من الكلام في الجند إلى الكلام في القضاة . 3 - تمحكه : تغضبه . 4 - لا يكتفي بما يبدو له بأول فهم وأقربه . بل يتأمل ويدرس حتى يأتي على أقصى الفهم وأدناه من الحقيقة . 5 - الشبهات ، جمع شبهة ، وهي ما لا يتضح الحكم فيها بالنص ، فينبغي العمل لرد الحادثة التي ينظر فيها إلى أصل صحيح . 6 - أي : تتبع قضاءه بالاستكشاف والتعرف .
153
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 153