responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 151


الظلمة ( 1 ) ، وأنت واجد منهم خير الخلف ممن لم يعاون ظالما على ظلمه ولا آثما على إثمه . ثم ليكن آثرهم عندك أقولهم بمر الحق لك ( 2 ) وأقلهم مساعدة في ما يكون منك مما كره الله لأوليائه واقعا ( ذلك ) من هواك حيث وقع . والصق بأهل الورع والصدق ثم رضهم على أن لا يطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله ( 3 ) .
ولا يكونن المحسن والمسئ عندك بمنزلة سواء ، فإن في ذلك تزهيدا لأهل الإحسان في الإحسان ، وتدريبا لأهل الإساءة ! وألزم كلا منهم ما ألزم نفسه ( 4 ) واعلم أنه ليس شئ بأدعى إلى حسن ظن راع برعيته من إحسانه إليهم ( 5 ) وتخفيفه المؤونات عنهم ، وترك استكراهه إياهم على ما ليس قبلهم ( 6 ) ، فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به


1 - الأثمة : جمع آثم . الظلمة : جمع ظالم . 2 - آثرهم : أفضلهم . مرارة الحق . صعوبته . يقول : ليكن أفضل وزرائك وأعوانك في نظرك أصدقهم وأكثرهم قولا بالحق مهما كان الحق صعبا على نفسك . 3 - رضهم : عودهم . يطروك : يطنبوا في مدحك . يبجحوك بباطل لم تفعله : يفرحوك بأن ينسبوا إليك عملا عظيما لم تكن فعلته 4 - أي : أحسن إلى المحسن بما ألزم نفسه ، وهو استحقاق الإحسان . وعاقب المسئ بما ألزم نفسه كذلك ، وهو استحقاق العقاب . 5 - ليس هنالك ما يحمل الوالي على الاطمئنان إلى أن قلوب الناس معه كالاحسان إليهم والعدل فيهم وتخفيف الأثقال عن كواهلهم . وهم في غير هذه الحال أعداء له ينتهزون الفرصة للثورة عليه ، وإذا ذاك يسوء ظنه بهم . 6 - قبلهم ، بكسر ففتح : عندهم .

151

نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست