responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 149


فإن الشح بالنفس الإنصاف منها في ما أحبت أو كرهت ( 1 ) . وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبة لهم ، واللطف بهم . ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم فإنهم صنفان : إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل ( 2 ) ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ ( 3 ) ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فإنك فوقهم ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك ! ولا تندمن على عفو ، ولا تبجحن بعقوبة ولا تسرعن إلى بادرة وجدت منها مندوحة ( 4 ) .
أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك ( 5 ) فإنك إلا تفعل تظلم ! ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده . وليس شئ أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم فإن الله سميع دعوة المضطهدين وهو للظالمين بالمرصاد .
وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق ، وأعمها في العدل وأجمعها لرضا الرعية ، فإن سخط العامة يجحف برضا الخاصة ،


1 - الشح : البخل . يقول : انتصف من نفسك في ما أحبت وكرهت ، أي أبخل بها ولا تمكنها من الاسترسال في ما أحبت ، واحرص على صفائها كذلك بأن تحملها على ما تكره إن كان ذلك في الحق . 2 - يفرط : يسبق الزلل ، الخطأ . 3 - يؤتى على أيديهم : تأتي السيئات على أيديهم . 4 - بجح بالشئ : فرح به . البادرة : ما يبدر من الحدة عند الغضب في قول أو فعل . المندوحة : المتسع الذي يمكن المرء من التخلص . 5 - من لك فيه هوى . أي : من تميل إليه ميلا خاصا .

149

نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست