نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 148
وهو ألزم لكم من ظلكم ! الموت معقود بنواصيكم ( 1 ) ، والدنيا تطوى من خلفكم ، فاحذروا نارا قعرها بعيد ، وحرها شديد ، وعذابها جديد ، ليس فيها رحمة ولا تسمع فيها دعوة ! دستور الولاة من رسالة كتبها للأشتر النخعي لما ولاه على مصر وأعمالها في عهد خلافته . وهي من جلائل رسائله ووصاياه ، وأجمعها لقوانين المعاملات المدنية والحقوق العامة والتصرفات الخاصة في نهج الإمام . كما أنها من أروع ما أنتجه العقل والقلب جميعا في تقرير علاقة الحاكم بالمحكوم ، وفي مفهوم الحكومة ، حتى أن الإمام سبق عصره أكثر من ألف سنة بجملة ما ورد في هذه الرسالة - الدستور ، من إشراق العقل النير والقلب الخير . ثم اعلم يا مالك أني قد وجهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل وجور ، وأن الناس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك ، ويقولون فيك ما كنت تقول فيهم ، وإنما يستدل على الصالحين بما يجري الله لهم على ألسن عباده ، فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح ، فاملك هواك وشح بنفسك عما لا يحل لك
1 - النواصي ، جمع ناصية ، وهي : مقدم شعر الرأس .
148
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 148