والجواب عن ذلك : هو نفس ما ذكرناه أكثر من مرة ، من أنه « عليه السلام » قد صلى جالساً ، أو الشمس لم تغب على الحقيقة بل كادت . . ثانياً : لنفترض : أن هناك بعض الاضطراب بين الروايات في نقل الخصوصيات ، فذلك يقتضي أن نقول بعدم ثبوت تلك الخصوصية ، ولا مجال للحكم بكذب أصل الواقعة استناداً إلى ذلك ، بعد اتفاق جميع الروايات على حصولها . ثالثاً : لو أردنا أن نحكم بعدم صحة أصل الواقعة ، فسوف لا يسلم من روايات الصحاح وغيرها ، إلا الشاذ من الروايات ، وتسقط أيضاً روايات انشقاق القمر ، ورد الشمس ، وتسبيح الحصى في يده « صلى الله عليه وآله » وغيرها . . لم ترد الشمس إلا ليوشع وقد توهم ابن كثير وغيره : أن مما يدل على ضعف حديث رد الشمس ، ما رواه أحمد على شرط البخاري ، عن أبي هريرة ، عن النبي « صلى الله عليه وآله » ، أنه قال : لم تحتبس الشمس على أحد إلا ليوشع . أو ما بمعناه [1] .
[1] السيرة الحلبية ج 1 ص 285 ، وراجع الحديث في مشكل الآثار ج 2 ص 10 وج 4 ص 389 ، عن المعتصر من المختصر ، وتذكرة الخواص ص 51 ، ونزل الأبرار ص 78 ، وميزان الإعتدال ج 3 ص 170 ، والضعفاء الكبير للعقيلي ج 3 ص 328 ، وكنز العمال ج 11 ص 524 ، وفتح الباري ج 6 ص 154 ، والبداية والنهاية ج 6 ص 79 ، والسيرة النبوية لدحلان ج 2 ص 202 ، ونسيم الرياض ج 3 ص 10 و 11 وبهامشه شرح الشفاء للقاري ج 3 ص 11 و 13 ، والجامع الصغير برقم 7889 ، ومسند أحمد ج 8 ص 275 ط دار الحديث في القاهرة والمواهب اللدنية ج 2 ص 210 .