أليس التفريق بين الأمرين ، من قبيل الكيل بمكيالين ؟ ! وقد تقدم : أن بعض الروايات قد عبرت بأن الشمس قد حبست لعلي « عليه السلام » ، كما أن بعضها قال : إن الشمس قد غابت ، أو كادت تغيب [1] . وقد يقال : إن الذي حصل هو حبس للشمس في بعض المرات ، وردها إلى موقع جديد بعد المغيب أو قبله مرة أخرى . . فقد صرحت الرويات بتعدد هذه الوقائع ، وأن الناس قد شاهدوا ذلك بأنفسهم حسبما اتضح في بداية هذا البحث . رابعاً : وهكذا يقال أيضاً بالنسبة للروايات المصرحة : برد الشمس المشرفة على المغيب مقداراً يسيراً ؛ لأجل أداء صلاة العصر ، ثم عادت لمكانها . فإن ذلك قد يخفى على الحاضر الناظر ، فكيف بالغائب الغافل ، فيحتاج هؤلاء - كما أقر به ابن تيمية - إلى إخبار النبي « صلى الله عليه وآله » لهم به ، وإخباره « صلى الله عليه وآله » لهم بذلك كان في ثبوت الكرامة الإلهية لعلي « عليه السلام » . خامساً : بالنسبة إلى روايات رد الشمس بعد مغيبها مباشرة ، أو رد قسم من قرصها مقداراً يسع أيضاً صلاة العصر ، نقول :
[1] البحار ج 17 ص 359 ، وج 80 ص 324 عن الخرايج والجرايح ، وعن صفين ، وراجع ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر ( بتحقيق المحمودي ) ج 2 ص 292 ، والبداية والنهاية ج 6 ص 77 ، وغير ذلك كثير