مكة ، كما اعترفوا به ، كما لم ينقله المؤرخون ولا أحد من الأمم الأخرى ، سواء في ذلك الذين كانوا في المحيط الإسلامي أو في غيره . مع أن الدواعي كانت متوفرة على نقله ، فلماذا يفرضون علينا أمراً ويجعلونه دليلاً على كذب حديث رد الشمس ، مع أنهم هم أنفسهم مطالبون بمثله في حديث شق القمر الذي يعترفون بحصوله ، وتؤكده الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة أيضاً . ثالثاً : لو سلمنا - جدلاً - أن حديث رد الشمس يحتاج إلى نقل كثير ؛ لأجل أنه حدث هائل وعظيم ، وقد حصل بالنهار ، وتتوفر الدواعي على نقله لدى المؤمن والكافر . . لكن ذلك لا يلزم منه كذب حديث حبس الشمس له « عليه السلام » ، فإن ابن تيمية وسواه قد أقروا بحديث حبسها ليوشع « عليه السلام » ، وإن كان ابن تيمية قد زعم : أن الوجه في ذلك ، هو : « أن طول النهار وقصره لا يدرك . ونحن إنما علمنا وقوفها ليوشع بخبر النبي » [1] . فإذا كان ذلك ممكناً بل قد حصل ذلك ليوشع بالفعل ، فلماذا لا يكون قد حصل نظيره لعلي « عليه السلام » بأن حبست له « عليه السلام » عقداً يسيراً ليصلي العصر ، ثم عادت إلى حالتها الأولى ، ولم يلتفت إلى ذلك إلا القليل من الناس ؟ ! وأدركه بعضهم الآخر : بنقل النبي « صلى الله عليه وآله » ذلك لهم ، وهو الصادق المصدق ؟ !