السلام » ، بل لإنكارها من أساسها ، سواء من قبل الحاكمين ، أو من قبل العلماء المتزلفين ، أو من قبل العلماء المتعصبين ، فضلاً عن حالات الخوف والتقية التي تفرض كتمان الحقائق أحياناً . فكيف يمكن قياس هذه القضية بقضية شق القمر التي لا ربط لعلي « عليه السلام » فيها ، فإن الدواعي متوفرة على نقل حادثة شق القمر ، والتسابق لإدراجها في كتب الحديث وسواها . . ومع ذلك : فإننا نلاحظ أن رواة حديث شق القمر ليسوا بأكثر من رواة حديث رد الشمس ، مع أن البخاري يصرح في تفسير قوله تعالى : * ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ) * بأن أنس بن مالك قال : سأل أهل مكة أن يريهم آية ، فأراهم انشقاق القمر [1] . وعن الترمذي ، عن جبير بن مطعم ، قال : انشق القمر على عهد رسول الله « صلى الله عليه وآله » حتى صار فلقتين : على هذا الجبل ، وعلى هذا الجبل ، فقالوا : سحرنا محمد . فقال بعضهم : لئن كان سحرنا فما يستطيع أن يسحر الناس كلهم [2] . وهذا معناه : أن الذين رأوا انشقاق القمر كانوا جميع أهل مكة ، أو الناس كلهم أو طائفة كبيرة من الناس يصبح أن يقال عنها « الناس كلهم » . ونعود فنؤكد على أن ذلك لم يتواتر نقله من قبل من كان حاضراً في
[1] صحيح البخاري ج 3 ص 126 ط سنة 1309 ه ، [2] سنن الترمذي ج 5 ص 72 ، تحفة الآحوذي ج 9 ص 125 .