لنقل ذلك إلينا من قِبَلِ جميع الأمم ، وعلى لسان جماعات كثيرة من الناس ، ولدونته الأمم في كتبها وتواريخها : أنه في سنة كذا ، في شهر كذا ، في يوم كذا ، حدث أمر هائل ، وهو أن الشمس ردت بعدما غربت [1] . فكيف لم ينقل ذلك إلا بروايات ضعيفة السند ؟ ! ، وكيف اشتهر نقل واقعة شق القمر ، وهي إنما حصلت بالليل ، وأكثر الناس غافلون عن الأمر ، وهم في داخل بيوتهم . . ولم تشتهر حادثة رد الشمس ، وهي قد حصلت بالنهار ، حيث رآها عامة الناس ، من مختلف الأقوام والأجناس ؟ ! ونقول : أولاً : قد عرفت أن الذين نقلوا هذه القضية من الصحابة فقط ، هم بضعة عشر صحابياً ، وأن العلماء قد صححوا أو حسنوا عدداً من تلك الأسانيد . . رغم توفر الدواعي على طمس وتكذيب هذا الخبر ، أو التشكيك فيه ، مضادة لعلي « عليه السلام » ، ونصرة لمناوئيه . . حتى إنك لتجد هؤلاء الناس يبادرون إلى الطعن بالرواية التي تتعرض لهذا الأمر ، وإلى تكذيبها ، بمجرد سماعهم لها . . ثانياً : إن ثمة فرقاً بين حادثة رد الشمس ، وحادثة شق القمر ؛ لأن حادثة رد الشمس ترتبط بعلي ، والدواعي متوفرة لكتمان فضائله « عليه
[1] راجع : البحار ج 41 ص 175 عن المناقب لابن شهرآشوب ج 1 ص 359 - 365 ، وراجع : البداية والنهاية ج 6 ص 79 و 80 ، وراجع ص 87 ، والمواهب اللدنية ج 2 ص 211 ، ومنهاج السنة ج 4 ص 187 و 189 . وغير ذلك . .