فلعل البلاذري أورد مقولته التي أشار إليها ابن شهرآشوب في كتاب الاستقصاء ، أو في غيره من مؤلفاته التي لم تصلنا . . كما أنه قد يورد أمراً في بعض مؤلفاته ، ثم يهمله فيما سواها لأكثر من سبب ، لا سيما إذا كان يرى أن الاصرار على هذا القول سوف يتسبب له بمشكلات ، لم يكن يحب ان تحدث له . . ب - و لعله ذكر هذا القول وتبناه ، ثم عدل عنه ، أو ذكر غيره في مؤلفاته السابقة ، ثم عدل إليه فيما تأخر منها . ولا بد لتحديد هذا أو ذاك من معرفة المتقدم والمتأخر من تلك المؤلفات . ج - إن هذا المعترض قد نقل عن البلاذري في أنساب الأشراف قوله : إن عثمان قد تزوج أم كلثوم أولاً ، ثم لما ماتت زوَّجه رسول الله « صلى الله عليه وآله » رقية ، فلم تزل عنده إلى أن توفيت سنة تسع [1] . مع أن المشهور هو أنه تزوج رقية أولاً ، فلما ماتت سنة بدر تزوج أم كلثوم بعدها . د - قد ذكر المعترض أن الكتَّاب المعاصرين هم الذين أرشدوا إلى كتاب أنساب الأشراف ، فبادر هو إلى تفحص هذا الكتاب بطبعاته وأقسامه المختلفة ، فلم يجد بغيته فيه [2] . ونقول :
[1] زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله « صلى الله عليه وآله » لا ربائبه ص 15 . [2] المصدر السابق ص 16 .