بل إن جهلنا يمتد إلى كثير من الشؤون المرتبطة بشخصيات كبيرة ، ورموز حساسة ، فنحن نجهل الكثير من حياة الخلفاء ، ومن حياة عبد الله ، وعبد المطلب ، وسائر آباء رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، وأجداده ، ونختلف في نسب رسول الله بعد أن ينتهي إلى عدنان ، حتى لقد أمرنا « صلى الله عليه وآله » بالإمساك إذا بلغنا إلى عدنان ، وذلك لكثرة الاختلاف في الذين بعده . . النصيرية هم الأساس : قال ابن تيمية : « وما ينكر هذا إلا من يقول : الحسين ليس بابن فاطمة ، كما قال بعض النصيرية : ما كان الحسن والحسين أولاد علي ، بل أولاد سلمان الفارسي . ومنهم من قال : ليس أبو بكر وعمر مدفونين عند النبي ، وإن رقية وأم كلثوم ليستا ابنتي النبي ، بل ابنتا خديجة من غيره » [1] . ونقول : أولاً : إن النصيرية ، وإن كانت من فرق الضلال ، ولكن ذلك لا يعني أن يكون جميع ما عندها باطلاً ، فإن الباطل لا يروج وحده ولا ينتشر ، ولذلك ترى ان الفرق الضالة تخلط الباطل بالحق ، ليكون الحق وسيلتها
[1] المنتقى من منهاج الإعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال للذهبي ص 257 تحقيق محب الدين الخطيب ط دار عالم الكتب . الرياض سنة 1417 ه . وهو مختصر منهاج السنة لابن تيمية .