نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 209
* ثم تولى عبد الملك غلبه على العراق مع الشام ، ثم بعث إليه الحجاج ابن يوسف ، فحاصره الحصار المعروف حتى قتل ، ثم صلبه ، ثم سلمه إلى أمه . * وقد دفن بدن الحسين في مصرعة بكربلاء ، ولم ينبش ، ولم يمثل به فلم يكونوا يمتنعون من تسليم رأسه إلى أهله ، كما سلموا بدن ابن الزبير إلى أهله ، وإذا تسلم أهله رأسه ، فلم يكونوا ليدعوا دفنه عندهم بالمدينة المنورة عند عمه وأمه وأخيه ، وقريبا من جده ( ص ) ، ويدفنونه بالشام ، حيث لا أحد إذ ذاك ينصرهم على خصومهم ؟ بل كثير منهم كان يبغضه ويبغض أباه . هذا لا يفعله أحد . * والقبة التي على العباس [1] يقال : إن مع العباس الحسن ، وعلى ابن الحسين وأبا جعفر محمد بن علي وجعفر بن محمد . ويقال : إن فاطمة تحت الحائط ، أو قريبا من ذلك وأن الرأس الحسين هناك أيضا . الوجه السابع أنه لم يعرف قط أن أحدا ، لا من السنة ، ولا من الشيعة ، كان ينتاب ناحية عسقلان لأجل رأس الحسين ، ولا يزورونه ولا يأتونه ، كما أن الناس لم يكونوا ينتابون الأماكن التي تضاف إلى الرأس في هذا الوقت ، كموضع بحلب . * فإذا كانت تلك البقاع لم يكن الناس ينتابونها [2] ولا يقصدونها ، وإنما كانوا ينتابون كربلاء ، لأن البدن هناك . كان دليلا على أن الناس فيما مضى لم يكونوا يعتقدون أن الرأس في شئ من هذه البقاع ، ولكن الذي اعتقدوه : هو وجود البدن بكربلاء ، حتى كانوا ينتابونه في زمن أحمد وغيره ، حتى إن في مسائله : مسائل فيما يفعل عند قبره ، ذكرها أبو بكر الخلال في جامعة الكبير في زيارة المشاهد . * ولم يذكر أحد من العلماء أنهم كانوا يزورون التي بالشام موضع الرأس
[1] بالبقيع في المدينة . [2] ينتابونها : ينتهون إليها .
209
نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 209