نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 208
* وأما ما يرويه من لا عقل له يميز به ما يقول ، ولا له إلمام بمعرفة المنقول : من أن أهل البيت سبوا ، وأنهم حملوا على البخاتي ، وأن البخاتي نبت لها من ذلك الوقت سنامان : فهذا الكذب الواضح الفاضح لمن يقوله . فإن البخاتي لا تستر امرأة ، ولا سبي أهل البيت أحد ، ولا سبي منهن أحد . بل هذا كما يقولون : الحجاج قتلهم . * وقد علم أهل النقل كلهم . أن الحجاج لم يقتل أحدا من بني هاشم ، كما عهد إليه خليفته عبد الملك ، وأنه لما تزوج بنت عبد الله بن جعفر : شق ذلك على بني أمية وغيرهم من قريش ، ورأوه ليس بكفء لها ، ولم يزالوا به حتى فرقوا بينه وبينها . بل بنو مروان على الإطلاق لم يقتلوا أحدا من بني هاشم ، لا آل علي ، ولا آل عباس ، إلا زيد بن علي [1] المطلوب بكناسة الكوفة ، وابنه يحيى . * الوجه الخامس أنه لو قدر أنه حمل إلى يزيد فأي غرض لهم في دفنه بعسقلان ، وكانت إذ ذاك ثغرا بقيم بها المرابطون ؟ فإن كان قصدهم تعفية خبره فمثل عسقلان تظهره ، لكثرة من ينتابها للرباط ، وإن كان قصدهم بركة البقعة فكيف يقصد هذا من يقال : إنه عدو له مستحل لدمه ، ساع في قتله ؟ * ثم من المعلوم : أنه دفنه قريبا عند أمه وأخيه بالبقيع أفضل له . الوجه السادس أن دفنه بالبقيع : هو الذي تشهد له عادة القوم ، فإنهم كانوا في الفتن ، إذا قتل الرجل فيهم - لم يكن منهم - سلموا رأسه وبدنه إلى أهله ، كما فعل الحجاج بابن الزبير لما قتله وصلبه ، ثم سلمه إلى أهله . * وقد علم أن سعي الحجاج في قتل ابن زبير ، وأن ما كان بينه وبينه من الحروب : أعظم بكثير مما كان بين الحسين وبين خصومه ، فأن ابن زبير ادعاها بعد مقتل الحسين ، وبايعه أكثر الناس ، وحاربه يزيد حتى مات وجيشه محاربون له بعد الحرة .
[1] وقد خرج على هشام بن عبد الملك بن مروان لينتزع الملك والخلافة منه فقتله هشام بن عبد الملك في صفر سنة 122 ه .
208
نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 208