نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 210
في شئ من هذا البقاع غير المدينة . * فعلم أن ذلك لو كان حقا لكان المتقدمون به أعلم . ولو اعتقدوا ذلك لعلموا ما جرت عادتهم بعلمه ، ولأظهروا ذلك وتكلموا به ، كما تكلموا في نظائره . * فلما لم يظهر عن المتقدمين - بقول ولا فعل - ما يدل على أن الرأس في هذه البقاع : علم أن ذلك الباطل . والله أعلم . الوجه الثامن أن يقال : ما زال أهل العلم في كل وقت وزمان يذكرون في هذا المشهد القاهري المنسوب إلى الحسين : أنه كذب ومين [1] ، كما يذكرون ذلك في أمثاله من المشاهد المكذوبة ، مثل المشاهد المنسوبة بدمشق إلى أبي بن كعب وأويس القرني ، أو هود أو نوح أو غير هما : والمشهد المنسوب بحران إلى جابر بن عبد الله [2] ، وبالجزيرة إلى عبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن عمر ونحوهما . وبالعراق إلى علي رضي الله عنه ونحوه ، وكذلك ما يضاف إلى الأنبياء غير قبر نبينا محمد ( ص ) ، وإبراهيم الخليل عليه السلام . * فإنه لما كان كثير من المشاهد مكذوبا مختلقا ، كان أهل العلم في كل وقت يعلمون أن ذلك كذب مختلق ، والكتب والمنصفات المعروفة عن أهل العلم بذلك مملوءة من ثمل هذا . يعرف ذلك من تتبعه وطلبه . * وما زال الناس في مصنفاتهم ومخاطباتهم يعلمون أن هذا المشهد القاهري من المكذوبات المختلقات ، ويذكرون ذلك في المنصفات ، حتى من سكن هذا البلد من العلماء بذلك . فقد ذكر أبو الخطاب بن دحية في كتابه ( العلم المشهور ) في هذا المشهد فصلا مع ما ذكره في مقتل الحسين من أخبار ثابتة وغير ثابتة ، ومع هذا فقد ذكر أن المشهد كذب بالإجماع ، وبين أنه نقل من عسقلان في آخر الدولة العبيدية ،
[1] المين : بفتح الميم وسكون الياء : الكذب والافتراء . [2] وكذلك قبر سيدي جابر بالإسكندرية كذب مفتري روجت له طائفة من المنتفعين .
210
نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 210