responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 200


بأن لا يذهب إليهم . وبذلك كان قد وصاه أخوه الحسين [1] : واتفقت كلمتهم على أن هذا لا مصلحة فيه ، وأن هؤلاء يكذبونه ويخذلونه ، إذ هم أسرع الناس إلى فتنة ، وأعجزهم فيها ، وأن أباه كان أفضل منه وأطوع في الناس ، وجمهور الناس معه . ومع هذا فكان فيهم من الخلاف عليه والخذلان له ما الله به عليم . حتى صار يطلب السلم بعد أن كان يدعو إلى الحرب . وما مات إلا وقد كرهم كراهة الله بها عظيم . وقد دعا عليهم وتبرم بهم .
* فلما ذهب الحسين رضي الله عنه ، وأرسل ابن عمه عقيل [2] إليهم ، وتابعه طائفة . ثم لما قدم عبيد الله بن زياد الكوفة ، قاموا مع ابن زياد ، وقتل عقيل وغير هما . فبلغ الحسين ذلك ، فأراد الرجوع ، فوافه سرية عمر بن سعد ، وطلبوا منه أن يستأسر لهم ، فأبى ، وطلب أن يردوه إلى يزيد بن عمه ، حتى يضع يده في يده ، أو يرجع من حيث جاء ، أو يلحق ببعض الثغور ، فامتنعوا من إجابته إلى ذلك ، بغيا وظلما وعدوانا . وكان من أشدهم تحريضا عليه : شمر بن الجوشن [3] . ولحق بالحسين طائفة منهم ، ووقع القتل حتى أكرم الله الحسين ومن أكرمه من أهل بيته بالشهادة ، رضي الله عنهم وأرضاهم . وأهان بالبغي والظلم والعدوان من أهانه بما انتهكه من حرمتهم ، واستحله من دمائهم * ( ومن يهن الله فما له من مكرم ، إن الله يفعل ما يشاء ) * [4] وكان ذلك من نعمة الله على الحسين ، وكرامته له ، لينال منازل الشهداء ، حيث لم يحصل له من أول الإسلام من الابتلاء والامتحان ما حصل لسائر أهل بيته ، كجده ( ص ) ، وأبيه وعمه ، وعم أبيه رضي الله عنهم . فإن بني هاشم أفضل القريش ، وقريشا أفضل العرب والعرب أفضل بني آدم ، كما صح ذلك عن النبي ( ص ) ، قوله في الحديث الصحيح : ( إن الله اصطفى



[1] كذا بالأصل والأصل ( الحسن )
[2] مسلم بن عقيل : وهو رسول الحسين إلى عبيد الله بن زياد وقتله ابن زياد وكان أول رسول مبعوث يقتل في الإسلام .
[3] وشمر بن ذي الجوشن كان أبرص قبحه الله ولعنه ، وكان معروفا بشدة عدائه وسخيمته على أهل البيت .
[4] الحج ( 22 / 18 )

200

نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست