نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 195
فصل * ثم نقول : بل نحن نعلم ونجزم بأنه ليس رأس الحسين ، ولا كان ذلك المشهد العسقلاني مشهدا للحسين ، من وجوه متعددة . * منها : أنه لو كان رأس الحسين هناك لم يتأخر كشفه وإظهاره إلى ما بعد مقتل الحسين بأكثر من أربعمائة سنة ، ودولة بني أمية انقرضت قبل ظهور ذلك بأكثر من ثلاثمائة وبضع وخمسين سنة . وقد جاءت خلافة بني العباس وظهر في أثنائها من المشاهد بالعراق وغير العراق ما كان كثير منها كذبا . وكانوا عند مقتل الحسين بكربلاء قد بنوا هنالك مشهدا . وكان ينتابه أمراء عظماء . حتى أنكر ذلك عليهم الأئمة ، وحتى أن المتوكل تقدم فيه بأشياء ، يقال : إنه بالغ في إنكار ذلك ، وزاد على الواجب . * دع خلافة بني العباس في أوائلها ، وفي حال استقامتها ، فإنهم حينئذ لم يكونوا يعظمون أبدا المشاهد ، سواء كانت صدقا أو كذبا ، كما حدث فيما بعد . لأن الإسلام كان حينئذ يغد في قوته وعنفوانه . ولم يكن على عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم في شئ في بلاد الإسلام - لا الحجاز ، ولا اليمن ولا شام ، ولا العراق ، ولا مصر ، ولا خراسان ، ولا المغرب - مشهد ، لا على قبر نبي ، ولا صاحب ، ولا أحد من أهل البيت ، ولاصالح أصلا . بل عامة المشاهد محدثة بعد ذلك .
195
نام کتاب : رأس الحسين ( ع ) نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 195