نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 65
هم أهل الدين والورع والسمت الحسن والتواضع لله عزّ وجلّ ، خاشعة أبصارهم ، وجلة قلوبهم لذكر الله عزّ وجلّ ، وقد عرفوا حق ولايتك . . . » [1] . وفي هذا المجال تمّ التأكيد في الروايات على عدّة خصوصيات ومعالم أساسية : أ - العبادة والزهد : الزهد والمواظبة على العبادة بجميع أبعادها ، فقد ورد في عدّة روايات تصوير النموذج الرائع لذلك . منها عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في رواية أبي المقداد قال : « يا أبا المقداد ، إنما شيعة علي ( عليه السلام ) الشاحبون الناحلون الذابلون . ذابلة شفاههم ، خميصة بطونهم ، متغيّرة ألوانهم ، مصفرّة وجوههم ، إذا جنّهم الليل اتّخذوا الأرض فراشاً واستقبلوا الأرض بجباههم ، كثير سجودهم ، كثيرة دموعهم ، كثير دعاؤهم ، كثير بكاؤهم ، يفرح الناس وهم محزونون . . . » [2] . ومنها رواية الارشاد للمفيد والأمالي للطوسي : « روي أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خرج ذات ليلة قمراء فأمّ الجبّانة ، ولحقه جماعة يقفون أثره ، فوقف عليهم ثم قال : من أنتم ؟ قالوا : شيعتك يا أمير المؤمنين . فتفرّس في وجوههم ثم قال : فما لي لا أرى عليكم سيماء الشيعة ؟ ! قالوا : وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين ؟ فقال : صفر الوجوه من السهر ، عمش العيون من البكاء ، حدب الظهور من القيام ، خمص البطون من الصيام ، ذبل الشفاه من الدعاء ، عليهم غبرة الخاشعين » [3] . ويمكن أن نفهم هذه المناقبية الرائعة في تصوير هذا النموذج الحي الذي وضعه الإمام علي ( عليه السلام ) للفرد الشيعي ، في الصورة المعبرة التي يقدّمها الإمام ( عليه السلام ) في حديثه مع الأحنف بن قيس فيما رواه الصدوق في كتابه صفات الشيعة قال : « لما