وعمالها وأزلامها ، حيث يتحقق الأمن النسبي بدرجة جيدة . كما أنه تتهيأ فيه الفرصة لممارسة أعمالهم وشعائرهم الخاصة ، لأن سيطرة السلطة ونفوذها في الأرياف والمناطق الزراعية يكون ضعيفاً نسبياً بطبيعة الحال ؛ ولذلك وجدنا المناطق الريفية والعشائرية تمثل ملجأً مهماً للمطاردين من أبناء أهل البيت ( عليهم السلام ) وأتباعهم ، وأرضاً صالحة لنشر دعوتهم والهدى الذي هم عليه .
4 - المردود المالي الجيد لهذا النشاط الاقتصادي ، فإن الزراعة هي من أفضل وسائل الانتاج ، وفي نفس الوقت من أفضل طرق الاستثمار ، وتمثل مصدراً مالياً على مستوى أفراد الجماعة ، وكذلك على مستوى نظام الجماعة نفسها من خلال الخمس والزكاة والصدقات العامة .
3 - العقار :
يعتبر العقار من الأموال المهمة في نظر أهل البيت ، حيث أنهم حثّوا شيعتهم على اتخاذ العقار والاحتفاظ به ، وفضّلوه على الأموال الصامتة ( النقود ) .
ذلك لأن العقار يمثل جانباً من إعمار البلاد وإحيائها ، ومن ثمَّ يكون وسيلة للانتاج فيما إذا كان مزرعة أو بستاناً ، وكذلك وسيلة للخدمات وسد الحاجات فيما إذا كان سكناً أو مكاناً لتقديم الخدمات الانسانية أو التجارية أو غيرها ، مثل : المنازل ، والفنادق ، والمستشفيات ، أو الدكاكين والمحلاّت التجارية ، ومن ثم فهو يقوم بدور مهم في الحياة الانسانية .
ونجد في الروايات الواردة عن أهل البيت ( عليهم السلام ) عدة أبعاد يتم تأكيدها فيما يتعلّق بالعقار :
الأول : أهمية العقار في تحقيق الاستقرار المعاشي وضمانه للانسان في العمل التجاري والحركة التبادلية ، وهو بذلك أفضل من الأموال الصامتة ( النقود ) .

458