نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 457
وقد ورد في الحديث الشريف : « من زرع حنطة في أرض فلم يزك زرعه ، أو خرج زرعه كثير الشعير فبظلم عمله في ملك رقبة الأرض ، أو بظلم لمزارعه أو أكرته ، لأن الله يقول : * ( فبظلم من الذين هادوا حرّمنا عليهم طيبات أحلّت لهم . . . ) * » [1] . الأهداف الاجتماعية للزراعة : ولعلّ سبب اهتمام أهل البيت بهذا النشاط الاقتصادي - مضافاً إلى أهميته في أصل الشريعة ونظريتها الاقتصادية - هو وجود أهداف اجتماعية خاصة للجماعة الصالحة ، وانسجامه مع ظروفها السياسية والاجتماعية . ويمكن أن نشير إلى بعض هذه الأهداف بالأمور التالية : 1 - الجانب الروحي والمعنوي في هذا النشاط الذي أشارت إليه بعض الروايات السابقة ، من أنه خير الأعمال ، لأنه يؤكد الارتباط الروحي للانسان بالله تعالى ، وأطيب الأموال وأحلّها وأطهرها ؛ حيث كان أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) يهتمون اهتماماً خاصاً بهذا الجانب ، ولعلّه الجانب الأهم في ممارساتهم الشخصية للزراعة . 2 - تحقيق الاكتفاء الذاتي لأبناء الجماعة والاعتماد على الله تعالى والنفس في إدارة شؤونهم ، حيث يكون المزارع - خصوصاً في الظروف الاجتماعية السابقة - مستغنياً غنىً مطلقاً عن الآخرين ، وقادراً على إدارة شؤون حياته وممارسة عباداته وأعماله مستقلاً عنهم . 3 - المثابة الآمنة لأبناء الجماعة ، والابتعاد عن الاحتكاك بالسلطة الجائرة