خياطاً » [1] .
وقد باشر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الزراعة كما باشرها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : « كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يضرب بالمر ( وهو شيء يشبه المسحاة ) ويستخرج الأرضين ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يمصّ النوى بفيهِ ويغرسه فيطلع من ساعته ، وإن أمير المؤمنين أعتق ألف مملوك من ماله وكدّ يده » [2] .
كما روى الكليني في الكافي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : « لقي رجل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وتحته وسق من نوىً فقال له : ما هذا يا أبا الحسن تحتك ؟ فقال : مئة ألف عذق إن شاء الله ، قال : فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة » [3] .
كما باشر الإمام الباقر - كما سبقت الإشارة - والإمام الصادق والإمام الكاظم ( عليهم السلام ) الزراعة ، كما نصّت على ذلك الروايات العديدة [4] . ولا نشك أن بقية الأئمة كانوا قد مارسوا هذا العمل عندما تسنح لهم الفرصة ، حيث تشير هذه الروايات إلى خط عام في هذا المجال كان يتبنّاه أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
ومن الواضح أن الشرط العام في هذا النشاط الاقتصادي هو التزام الانسان بالتقوى فيه ، وأداء الحقوق الشرعية من الزكاة وغيرها ، كما أشارت إلى ذلك بعض الروايات السابقة ، وذكرت أن النجاج والفلاح فيه مرهونان بهذا الالتزام الشرعي .

[1] وسائل الشيعة 12 : 25 ، ح 3 ، وفي عوالي اللئالي 3 : 204 ، ح 30 ، وبعض كتب الحديث بدل كلمة ( زراعا ) زارعا .
[2] المصدر السابق : 74 ، ح 2 .
[3] المصدر السابق : 75 ، ح 6 .
[4] الكافي 5 : 73 ، باب ما يجب الاقتداء بالأئمة ، ح 1 و 3 و 7 و 9 و 10 و 11 و 13 و 14 و 15 .

456