نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 431
مغلولة يداه إلى عنقه ، فيقال : هذا الخائن الذي خان الله ورسوله ، ثم يؤمر به إلى النار » [1] . ويبدو من خلال هذين الحديثين ثبوت هذا الواجب في الدائرة الخاصة المباشرة للأشخاص الموسرين القادرين ، وذلك عندما تكون الحاجة شديدة . ولعل هذا الإجراء الواجب إنما هو فيما إذا لم تسمح الظروف للدولة والمجتمع الاسلامي ضمانة هؤلاء الفقراء المحتاجين بطريقة أخرى . الثاني : أن هذا الواجب وإن كان ثابتاً في نفس الأمر والواقع ، إلاّ أنه من الواجبات التي يصعب التكليف بها تكليفاً عاماً وشاملاً ، خوفاً من الارتداد وعدم تحملها من قبل أبناء الجماعة ، الأمر الذي يعني أنها من الواجبات الخاصة التي يجب الالتزام بها عموماً لإحكام البناء التنظيمي للجماعة ، وتقوية العلاقات العامة بينها ، وتصعيد درجة الشعور بالمسؤولية لهذا الموضوع ولو على مستوى الاستحباب ، ويكون واجباً في موارد الحاجات الشديدة كما أشير إليه في النقطة الأولى . عن مفضل بن يزيد قال : « قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : انظر ما أصبت فعد به على إخوانك ؛ فإن الله يقول : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) » . قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ثلاثة لا تطيقها هذه الأمة : المواساة للأخ في ماله ، وإنصاف الناس من نفسه ، وذكر الله على كل حال ، وليس هو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر فقط ، ولكن إذا ورد على ما يحرم ، خاف الله » [2] . الثالث : بيان أن القيام بهذا النوع من الواجبات يمثل صفة أخلاقية تكاملية في شخصية الانسان المؤمن ، بحيث يصبح بدونها فاقداً للخصوصيات المطلوبة
[1] وسائل الشيعة 11 : 599 ، ح 1 . [2] وسائل الشيعة 8 : 415 ، ح 4 .
431
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 431