وعلى كلا الاحتمالين نجد أهل البيت ( عليهم السلام ) قد اهتموا في بناء الجماعة الصالحة بموضوع التكافل الاجتماعي ، لكونه أحد الأسس في تحقيق الوضع الاقتصادي الأمثل .
حقوق الاخوان المجال الثاني : حقوق الاخوان : حيث نشاهد أن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) يؤكدون تأكيداً بالغاً وجود مجموعة من الحقوق والواجبات التي يتحملها الانسان المؤمن من أعضاء الجماعة الصالحة لإخوانه المؤمنين ؛ ومن جملة هذه الحقوق حق مساعدته مالياً والانفاق عليه وسد حاجاته .
وقد جاء هذا التأكيد بعدة أساليب من التوجيهات :
الأول : بيان أن هذا من الواجبات الحقيقية الواقعية التي يجب أن يتحملها الانسان المؤمن ضمن الواجبات والحقوق الأخرى .
ففي حديث معتبر رواه الكليني في الكافي عن سماعة قال : « سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) قلت : قوم عندهم فضول وبإخوانهم حاجة شديدة وليس تسعهم الزكاة ، أيسعهم أن يشبعوا ويجوع إخوانهم فإن الزمان شديد ؟ فقال ( عليه السلام ) : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحرمه ، فيحق على المسلمين الاجتهاد فيه والتواصل والتعاون عليه ، والمواساة لأهل الحاجة ، والعطف منكم ، تكونون على ما أمر الله فيهم رحماء بينكم متراحمين » [1] .
وفي حديث آخر رواه الكليني أيضاً في الكافي عن فرات بن أحنف عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « أيما مؤمن منع مؤمناً شيئاً مما يحتاج إليه وهو يقدر عليه من عنده أو من عند غيره ، أقامه الله يوم القيامة مسودّاً وجهه ، مزرقّة عيناه ،

[1] وسائل الشيعة 11 : 597 ، ح 1 .

430