responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 35


وقد حاول الأئمة ( عليهم السلام ) أن يعيدوا الحق إلى نصابه ، وخططوا لتسلّم التجربة الإسلاميّة بعد إقصائهم عنها عقيب وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وكان أحد معالم هذا التخطيط بناء الجماعة الصالحة التي يمكن أن يكون لها دور المساهمة في قيادة التجربة الإسلامية .
ويمكن أن نلاحظ ذلك بوضوح من خلال دراسة المرحلة التي عاشها الأئمة الثلاثة الأوائل علي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) [1] حيث كانت محاولة تسلّم هذه القيادة قائمة هدفاً مطروحاً في الأمة على مستوى تلك المرحلة وذلك من خلال الخطاب السياسي في الأمة .
وقد تمكّن الإمام عليّ ( عليه السلام ) بالفعل من الوصول إلى هذا الموقع القيادي ، واستمر هذا الأمر مدة قصيرة من حياة الإمام الحسن ( عليه السلام ) . ثم كان المسلمون يأملون أن ترجع التجربة إلى سابق عهدها في زمان الإمام الحسين ( عليه السلام ) وطلبوا منه القيام بهذه المهمة إلى أن حدثت المأساة المروّعة في كربلاء .
ولا شك أنّ النخبة الصالحة التي تمكّن الإمام علي ( عليه السلام ) من تربيتها وبناء الوضع الروحي والتنظيمي لها وقاتلت إلى جانبه ، وقدمت التضحيات العظيمة في خدمة الاسلام وتثبيت المثل والقيم التي دعا إليها ( عليه السلام ) .
وكذلك ما قام به الإمام الحسن ( عليه السلام ) من المحافظة عليها حيث كان أحد الأهداف المهمة لإتفاقية الهدنة مع معاوية هو المحافظة على هذه الجماعة .
ان هذه النخبة كان لها دور مهم ورائد في زمن الإمام الحسين ( عليه السلام ) ؛ إذ تمكّنت



[1] لا شك في أنّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) - كما سنذكر في تحليلنا لحركته - كان يعلم بأنه لا يصل إلى تسلّم قيادة التجربة ، ولكن الهدف المعلن والمطروح له وخطابه السياسي وكذلك نشاطه السياسي إنما كان يصب في هذا الاتجاه ، وهو ما تقتضيه وظيفته الشرعية ومسؤوليته الانسانيّة ، وتفرضه الظروف الموضوعيّة ، وإن كان هدفه الواقعي من هذا التحرك تحقيق أمور أخرى نذكرها عند الحديث عن تاريخ ومواقف الأئمة ( الكتاب الخامس ) .

35

نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست