نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 34
والتي يمكن تقديرها بثلاثة قرون من الزمن على أقل تقدير ، إذا أخذنا بنظر الاعتبار أقل فرضية للعمر الطبيعي للأئمة الاثني عشر . وهذا التكامل يمكن أن نفترضه على جميع المستويات المعنوي والعلمي والخلقي ، ومستوى الحكم والعلاقات والتنظيم ، والمستوى المادي في التنمية الاقتصادية ، والضمان والتكافل الاجتماعيين ، والقوة العسكرية ، وانتشار الدعوة الإسلامية وثقافة الإسلام في مختلف أرجاء العالم ، وغير ذلك من شؤون الحياة الإنسانية ، بحيث يكون ذلك مصداقاً عملياً وواقعياً لقوله تعالى : ( ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) [1] . وكان إقصاء أهل البيت ( عليهم السلام ) عن هذا الدور الأساسي - بفعل الانحراف ، وسوء الاختيار ، والأهواء الشخصية والسياسية - السبب في هذا التخلّف والإحباط ، والأوضاع السيئة التي يعيشها المسلمون ، بل تعيشها البشريّة الآن وفي العهود السابقة . ويتحمل « الإنسان » المسؤولية في هذا الأمر كما يتحمّلها في جميع الأدوار والمواجهات وقضايا الإحباط الأخرى عبر التاريخ البشري ، منذ خلق الله تعالى آدم وجعله وزوجه في الجنة ، إلى المواقف الأخرى تجاه رسالات الأنبياء ( عليهم السلام ) عندما تخلّفت البشرية عن الاستجابة لرسالاتهم ونداءاتهم الربانية ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلاّ الّذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البيّنات بغياً بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحقّ بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) [2] .