نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 340
أمسيت صنعت مثل ذلك . فقال : أحضرها الساعة ، قال : نعم يا أمير المؤمنين ، واستدعى بعض خدمه وقال له : امضِ إلى البيت الفلاني من الدار فخذ مفتاحه من خازنتي فافتحه وافتح الصندوق الفلاني ، وجئني بالسفط الذي فيه بختمه ، فلم يلبث الغلام أن جاءه بالسفط مختوماً فوضع بين يدي الرشيد ، فأمر بكسر ختمه وفتحه . فلما فتح نظر إلى الدرّاعة فيه بحالها ، مطوية مدفونة في الطيب ، فسكن الرشيد من غضبه ، ثم قال لعلي بن يقطين : ارددها إلى مكانها ، وانصرف راشداً فلن أُصدّق عليك بعدها ساعياً وأمر أن يتبع بجائزة سنيّة ، وتقدّم بضرب الساعي ألف سوط ، فضرب نحواً من خمسمئة سوط فمات في ذلك » [1] . الخلفية التاريخية لهذا الخط ولعلّ هذا « الخط » من أدق الأعمال الأمنية التي رسمها الأئمة ( عليهم السلام ) للجماعة الصالحة والذي نجد له معالم في القرآن الكريم من خلال قصة موسى ( عليه السلام ) ، حيث تمكّن مؤمن آل فرعون أن يحمي موسى من الأخطار التي كان قد تعرض لها في حياته ، سواء قبل البعثة أو بعدها ، عندما كان يقدم له المعلومات عن تآمر فرعون ومَلئهِ على قتل موسى ، كما يحدثنا القرآن الكريم . وقد كان علي بن يقطين مدير شرطة هارون الرشيد - الذي سبق ذكره - وكذلك والده يقطين من النماذج المعروفة في حياة الأئمة في هذا المجال ، مضافاً إلى أشخاص آخرين في بعض أدوار تاريخ أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مع إمكان افتراض وجود هذا الخط الأمني في جميع أدوار الأئمة ( عليهم السلام ) ، وإن لم تصلنا تفاصيل حياة مثل هؤلاء الأفراد .