نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 323
أو التزامها لمنهج المواجهة العلنية في البداية ، وانتهت أخيراً إلى هذه الانحرافات . وقد ينتهي الأمر بالجماعة إلى ضرر آخر ، وهو تغيير العقيدة والمذهب بسبب الضعف وعدم القدرة على الصمود والتحمّل ، واجتماع تأثيرات عمليات القمع والمطاردة والارهاب من ناحية ، مع أساليب السلطة في التضليل والإغراء من ناحية أُخرى . ويبدو من مجمل مضمون النصوص التي وردت عن أهل البيت ( عليهم السلام ) [1] أنهم كانوا يرون - في تحليلهم للأوضاع السياسية والاجتماعية - أن المواجهة العلنية سوف تؤدي إلى إلحاق أحد هذه الأضرار الخطيرة بالجماعة الصالحة ، وانطلاقاً من ذلك رفضوا هذا الخيار . وتشير بعض الروايات التي وردت في تأريخ المسيحية في موضوع ابتداع الرهبانية إلى هذه الاخطار في هذين الخيارين [2] .
[1] من جملة هذه النصوص ما أشرنا إليه قريباً من رواية عبد الله بن أبي يعفور عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وكذلك الروايات التي وردت وتصف التقية بأنها « جُنّة المؤمن » و « ترس المؤمن » مثل ما روي عن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) من قوله : « وأي شيء أقرّ لعيني من التقية ، إن التقية جُنّة المؤمن » . ( وسائل الشيعة 11 : 460 ، ح 4 ) . والرواية الأخرى الصحيحة عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) : « التقية ترس المؤمن ، والتقية حرز المؤمن ، ولا إيمان لمن لا تقية له . . . إن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيدين الله عزّ وجلّ به فيما بينه وبينه ، فيكون له عِزّاً في الدنيا ، ونوراً في الآخرة ، وإن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيذيعه ، فيكون له ذلاًّ في الدنيا ، وينزع الله ذلك النور منه » . ( وسائل الشيعة 11 : 460 ، ح 6 . وقد أخرجه في أُصول الكافي ، وذيله في الهامش ) . [2] عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « اختلف من كان قبلنا على إحدى وسبعين فرقةً ، نجا منهم ثلاث ، وهلك سائرهم : فرقة من الثلاث وازت الملوك وقاتلتهم على دين الله ودين عيسى ابن مريم صلوات الله عليه ، فقتلتهم الملوك ، وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازاة الملوك ، فأقاموا بين ظهراني قومهم يدعونهم إلى دين الله ودين عيسى ابن مريم صلوات الله عليه ، فقتلتهم الملوك ، ونشرتهم بالمناشير ؛ وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازاة الملوك ، ولا بالمقام بين ظهراني قومهم ، يدعونهم إلى دين الله ودين عيسى صلوات الله عليه ، فلحقوا بالبراري والجبال ، فترهبوا فيها ، فهو قول الله عزّ وجلّ : ( وَرهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ) قال : ما فعلوها إلا ابتغاء رضوان الله ( فما رعوها حق رعايتها ) قال : ما رعاها الذين من بعدهم حق رعايتها ( فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم ) قال : وهم الذين أمنوا بي وصدقوني . قال : ( وكثيرٌ منهم فاسقون ) قال : فهم الذين جحدوني وكذبوني . تفسير الطبري 27 : 138 - 139 ، طبعة بيروت .
323
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 323