responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 310


هذه المطاردة لدى جمهور المسلمين ، ولا يصح هذا التبرير ما لم يتّخذ طابع الدين والقداسة ، ولا يكفي فيه - في كثير من الأحيان - مجرّد مخالفة الحكّام ورفض الظلم والجور ، أو الحب والولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) . لأن هذه الأُمور أصبحت معروفة ومقبولة لدى المسلمين ، غاية الأمر أن الكثير من المسلمين قد لا يملك أخلاقية الالتزام والعمل بها وتحمل المسؤولية تجاهها . فكانت المبرّرات التي يطرحها الحكام لأجل ذلك هي الاتهامات الباطلة في الدين والعقائد [1] .
ج - وجود الثورات والاضطرابات السياسية والدينية في المجتمع الاسلامي وطيلة التاريخ الاسلامي تقريباً ، حيث كانت تنسحب الآثار الجانبية لهذه



[1] في نظرة فاحصة لهذه الظاهرة السياسية الاجتماعية ، يمكن أن نتبيّن بوضوح الفرق بين ما كان يلاقيه أهل البيت ( عليهم السلام ) وأتباعهم من قسوة تجاه قضية الاختلاف المذهبي ، وما كان يلاقيه أحياناً أتباع الفرق والمذاهب الاسلامية من عنت وأذىً على يد الفرق والمذاهب الأُخرى ، مع أن الاختلافات بين بعض الفرق والمذاهب الاسلامية وبعضها الآخر ليست بأقلّ - إن لم تكن أكثر - من الاختلافات العقائدية أو الفقهية بين هذه المذاهب ومذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) وأتباعهم ، إذا استثنينا القضية السياسية . ومع هذا ، لا نجد عمليات القمع والمطاردة بين هذه المذاهب بعضها مع البعض الآخر ، أو من قبل الحكام عندما يلتزمون واحداً من هذه المذاهب بمستوى الشدّة والقسوة والإصرار والاستمرار الذي واجهه أتباع مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) . ولا شكّ في أن السبب الحقيقي لتفسير ذلك هو « الهوية السياسية » لأتباع مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) وموقفهم السياسي الرافض للظلم والطغيان ، وتصبح حينئذ الممارسات الدينية المذهبية علامة تؤشر على الأشخاص الملتزمين بهذا المذهب السياسي . ولذلك نجد أيضاً أن هذه الالتزامات العقائدية والممارسات المذهبية للشعائر يكون لها هذا المردود القاسي نفسه - أحياناً - في أوساط المذاهب الاسلامية نفسها عندما تتحول إلى مؤشر وعلامة على انتماء سياسي ( مطارد ) من قبل السلطة كما حصل في بعض أدوار الصراع بين المعتزلة والأشاعرة ، أو في بعض أدوار الصراع بين المذاهب الاسلامية الأُخرى أنفسها ، أو كما نشاهده في عصرنا الحاضر من المطاردة للحجاب أو بعض الالتزامات الدينية باعتبارها تؤشر على الهوية السياسية لأصحابها . وقد تتعمق وتتجذّر الحالة السياسية ذات الطابع المذهبي في أوساط الأُمة إلى حدّ تتحول فيه إلى حالة اجتماعية ثابتة غير سياسية ، ولكنها مستهدفة بالذات كحالة مذهبية ، وذلك بسبب تصاعد الأحقاد والتعصّب الأعمى والتخلّف الفكري والاجتماعي لدى الأُمة ، كما نشاهده في بعض الأزمنة التاريخية بين المذاهب الاسلامية عموماً وبشكل دائم تجاه أهل البيت ( عليهم السلام ) وأتباعهم ، لوجود التراكم التاريخي والثبات في الموقف والهوية السياسية لهم .

310

نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست