responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 309


ب - الموقف السياسي العام الذي كان يختص به أهل البيت ( عليهم السلام ) وأتباعهم ، والذي كان يلقي بظلاله الثقيلة والمؤلمة على الأوضاع العامة لأهل البيت ( عليهم السلام ) والجماعة الصالحة من أتباعهم . والذي يمكن أن يتلخّص هذا الموقف بتحمّلهم للأعباء والمسؤوليات العامة في الدفاع عن الاسلام والأمة الاسلامية ، ومقاومة الانحراف على مستوى العقيدة والحكم الاسلامي والأمة ، مضافاً إلى تحمّل مسؤولية مواجهة الظلم والجور والطغيان في الحكم وفي المجتمعات الاسلامية والاخطار الخارجية التي كانت تهدد الأمة .
ولعلّ أهم أسباب القمع الذي واجهه أهل البيت ( عليهم السلام ) وأتباعهم كان هو هذا الموقف السياسي . ثم تطوّر الأمر ، فتحولت عمليات القمع والمطاردة والاتهام من السياسة إلى العقائد والشعائر ، وأصبح الصراع ذا طابع ديني ومذهبي ، باعتبار أن هذه العقائد والشعائر علامة ودليل إثبات على الهوية السياسية والارتباط بأهل البيت ( عليهم السلام ) .
فالدوافع الأصلية للقمع هي الهوية السياسية والولاء السياسي الذي يمثّل الأصل في الشخصية الدينية المتحركة ، وكانت الاختلافات المذهبية تعبّر - بطبيعة الحال - عن هذه الهوية السياسية وتشير إليها ، فأصبحت هي مثار الاتهام والقمع والمطاردة ، لأن الشأن السياسي كان مختلطاً بالشأن الديني لدى عامة الناس وجمهور المسلمين ، ولا بدّ من تبرير العمل السياسي بالإطارات والشعارات الدينية ، بل إن الشأن والقضية الدينية كانت قضية سياسية ، لأن المجتمع بكل تفاصيله كان قائماً على أساس الدين والتمذهب .
وبذلك واجه أهل البيت ( عليهم السلام ) وأتباعهم محنة قاسية في ممارستهم لشعائرهم وعباداتهم ، أو في التعبير عن معتقداتهم لا لأنهم يختلفون مع الحكّام أو بقية المسلمين في المذهب فحسب ، بل لأن هذه الشعائر كانت تدلّ على هويتهم السياسية أيضاً ، وهي هوية ( مطاردة ) من الحكام . وكان على الحكام أن يبرّروا

309

نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست