الالتزام والفهم للواقع السياسي .
وكذلك الأمر في مواقف أتباعهم من علماء الاسلام وبخاصة في هذا العصر ، كما هو الحال في موقف علماء أتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) من الدولة العثمانية عندما تعرّضت إلى الهجوم الصليبي الغربي . وفي موقفهم من قضايا العالم الاسلامي المعاصرة ، حيث وقف العلماء من أتباع أهل البيت جميعاً للدفاع عن الدولة العثمانية الظالمة لهم ، والمنحرفة في الكثير من ممارساتها والتزاماتها ، لمجرّد أنها ترفع شعار الاسلام ، وتمثل المسلمين في مواجهة الكافرين .
وحدة المجتمع الاسلامي : الرابع : الحفاظ على بنية المجتمع الاسلامي والروابط الاجتماعية القوية التي يجب أن تنمو بين المسلمين ، مثل علاقات الحب والود والاحترام المتبادل مع بقية المسلمين ، بالشكل الذي يحفظ وحدة المجتمع الاسلامي ، ويحقق الوحدة والتلاحم بين أبناء الأمة الاسلامية . ويمكن أن نجد معالم هذا الخط السياسي الثابت في الروايات التي وردت عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، والتي تؤكد على أتباعهم الاهتمام بهذا الجانب في عموم حركتهم السياسية والاجتماعية ، ويمكن أن نحدد النقاط التي تؤشر بهذا الاتجاه في الأمور التالية :
1 - أن الجماعة الصالحة يجب عليها أن تتعايش وتندمج مع بقية أجزاء الأمة الاسلامية في وحدة عامة متكاملة ، ولا يجوز لها أن تعيش العزلة عن بقية المجتمع الاسلامي ، لأنها بحاجة دائمة إلى الناس ، وتبادل الخدمات بينهم . فقد ورد في الصحيح عن مرازم قال : « قال أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : . . . إنه لا بد لكم من الناس . إن أحداً لا يستغني عن الناس حياته ، والناس لا بدّ لبعضهم

291