responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 290


والضرر ، كما سنوضح ذلك في بحث ( نظام أمن الجماعة ) عندما نتناول موضوع التقية . وكان هذا النوع من السلوك ظاهرة فريدة في تاريخ هذه الجماعة الصالحة منذ الصدر الأول للاسلام ، كما عرفناه في موقف الإمام علي ( عليه السلام ) من الخلفاء الراشدين ، حيث كان يعتقد - على أقل تقدير - أنه أحق بالخلافة منهم كما صرح بذلك في خطبته المعروفة بالشقشقية وغيرها من الموارد .
ولكن مع ذلك التزم بهذا الخط السياسي الذي تحدث عنه في مثل قوله : « ووالله لأُسلّمنَّ ما سَلمَت أمور المسلِمين وَلم يَكُن فيها جور إلاّ عليّ خاصة » [1] .
مضافاً إلى ذلك نجد الإمام علياً ( عليه السلام ) ينسجم مع حركة الخلفاء السياسية العامة ، ويقدم النصح والمشورة والتأييد لهم من أجل المصالح الاسلامية العامة .
وكذا موقف الإمام الحسن ( عليه السلام ) من الصلح والهدنة مع معاوية ، حفاظاً على قوة الدولة الاسلامية ، وحفظاً لدماء المسلمين ولا سيما الصالحين منهم ، مضافاً إلى المحافظة على وجود الجماعة الصالحة . بالرغم من أن تربيته الشخصية وأخلاقه من الإباء والإحساس بالكرامة الانسانية ، وإلحاح الكثير من خيرة أصحابه ، كانت تدعوه إلى الدخول في مواجهة استشهادية مع معاوية ، كما صنع أخوه الإمام الحسين ( عليه السلام ) مع يزيد .
وهكذا يمكن أن نشاهد أثر هذا الخط السياسي الثالث في سلوك بقية أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، أمثال الإمام الصادق والإمام الكاظم والإمام الرضا ( عليهم السلام ) الذين وأتتهم فرص كبيرة للقيام بعمل سياسي ثوري واسع ضد الحكام المنحرفين ، ولكنهم لم يكونوا يقدمون على هذا النوع الخاص من النشاطات بسبب هذا



[1] نهج البلاغة ، الصالح ، خطبة : 74 .

290

نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست